أعرب المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" في الأردن عبدالمجيد الذنيبات بعد لقائه رئيس الوزراء الأردني عبدالرؤوف الروابدة صباح أمس، عن امله في حل الازمة بين الحكومة و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في غضون أسبوع، فيما نفى الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي ان يكون اصدر فتوى بوقف العمليات ضد اسرائيل، مشدداً على ضرورة استمرار "الجهاد حتى تعود الحقوق والمقدسات". وقال الذنيبات ل"الحياة" ان "الاخوان" "وسطاء ينقلون وجهة نظر حماس ويرفضون الحديث عن التفاصيل قبل نجاح الوساطة". ووصف اللقاء الذي حضره، الى الروابدة، وزير الداخلية نايف القاضي والاعلام أيمن المجالي والأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي عبداللطيف عربيات، بأنه "ايجابي"، مشيراً الى تواصل اللقاءات حتى تحقيق حل نهائي للأزمة التي مضى عليها زهاء شهرين. واتفق مصدر رسمي أردني مع الذنيبات في وصف اللقاء بالايجابي، بحسب ما أفادت "وكالة الأنباء الأردنية" بترا. وأوضحت الوكالة ان "اللقاءات" ستتواصل في المستقبل القريب "لحل هذه القضية في اطار السيادة والقوانين وبما يحفظ الأمن والمصلحة الوطنية الأردنية". غير ان مصادر مطلعة في الجانبين قللت من "التفاؤل" الذي يبديه المسؤولون في وسائل الاعلام، مشيرة الى ان امكان فشل الحوار وارد في حال تمسكت "حماس" ببقاء المكتب السياسي في عمان من خلال رئيسه خالد مشعل الموقوف في سجن الجويدة. وفيما يلمح مسؤولون اردنيون الى ضرورة تغيير رئيس المكتب السياسي من خلال عودة الدكتور موسى أبو مرزوق الى رئاسته بدلاً من مشعل، يرفض قياديون في "الاخوان المسلمين" هذا الطرح باعتباره "تدخلاً في التركيبة التنظيمية الداخلية لحماس، وهذا ما لا تقبله"، مذكرة بأن "الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية فشلتا في ممارسة الضغوط بما فيها الاغتيال والسجن في سبيل التحكم بالبنية القيادية لحماس". في الدوحة نفى الداعية الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي ان يكون اصدر فتوى ل"حماس" في شأن وقف عملياتها العسكرية ضد اسرائيل. وقال ل"الحياة" أمس، رداً على ما تردد في هذا الشأن: "لم أُستفت، ولم أفتِ ولم يسألني أحد في هذا الموضوع". وشدد على ان "الجهاد يجب ان يستمر حتى تُسترد الحقوق وتعود المقدسات والحرمات". وقال: "لا يزال المسجد الاقصى أسيراً والمستوطنون يعبثون واللاجئون مشردين في العالم ولا زالت القدس موضع القيل والقال، ويقولون انها العاصمة الأبدية لاسرائيل، فكيف اسقط الجهاد". وأضاف: "لم يسألوني حركة حماس في هذا ولا أظن ان هذا وارد عندهم". استطلاع من جهة ثانية، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية تراجعاً كبيراً في شعبية حكومة الروابدة بعد مئتي يوم من تشكيلها. وبلغ المتوسط الحسابي لتراجع الحكومة خلال المئة يوم الأخيرة والتي شهدت أزمتها مع "حماس" 23 في المئة فضلاً عن التراجع الذي شهدته خلال المئة يوم الأولى من تشكيلها. وأفاد الاستطلاع الذي أجري على عيّنة وطنية وأخرى لقادة الرأي ان نسبة الذين يعتقدون ان الحكومة قادرة إلى درجة كبيرة على تحمل مسؤولياتها بلغت 26.6 في المئة في شهر تشرين الأول اكتوبر الجاري قياساً ب43.6 في المئة خلال شهر آذار مارس الذي شهد تشكيل الحكومة. وتشابه تقييم عينة قادة الرأي تضم قادة الأحزاب والنقابات وكبار رجال الدولة والكتاب مع تقييم العينة الوطنية، إذ بلغت النسبة 25.9 في المئة قياساً ب38.8 في المئة لدى تشكيل الحكومة. وفي المقابل ارتفعت نسبة من يعتقدون ان الحكومة غير قادرة على تحمل مسؤولياتها في العينة الوطنية من 3.6 في المئة لدى تشكيل الحكومة الى 6.9 في الاستطلاع الأخير وفي عينة قادة الرأي تضاعفت من 6.1 في المئة الى 13 في المئة. وكذلك تراجعت نسبة الذين يعتقدون ان الحكومة ترسخ النهج الديموقراطي والوحدة الوطنية. وأظهر الاستطلاع ان الروابدة يحظى بدعم جهوي في الشمال وبزيادة في نسبة الذين يعتبرون ان حكومته تقدم تشريعات افضل في ما يخص حقوق المرأة.