عكست تظاهرة التضامن مع معتقلي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي نظمتها جماعة الاخوان المسلمين في مخيم الوحدات في عمان بمشاركة زهاء عشرة الاف شخص أجواء التصعيد في الازمة بين الحكومة والجماعة بقدر ما اعطت مؤشراً الى احتمال انفراجها خصوصاً ان قوات الامن لم تقمع التظاهرة إذ كانت سدت منافذ المخيم ومنعت دخول السيارات اليه. وردد آلاف المتظاهرين الذين تقدمتهم قيادات جماعة الاخوان المسلمين هتافات معادية للدولة العبرية ومؤيدة لحركة "حماس": "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سيعود" و"سيري سيري يا حماس، انت المدفع ونحن رصاص". كما هتفوا ل "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، ورفعوا اللافتات تطالب باطلاق قادة "حماس" المعتقلين وطرد المنسق الاسرائيلي للسلام مع الاردن داني ياتوم رئيس "موساد" السابق بدلاً من طرد موسى ابو مرزوق. وذكرت لافتة باعتداء المستوطنين اليهود مطلع الاسبوع الماضي على اعضاء الوفد النيابي الاردني وجاء فيها "اطلقوا سراح المجاهدين رداً على اعتداء المستوطنين". وتجمع المتظاهرون ابتداء في صلاة الجمعة في مسجد مدارس الوحدات وتحدث فيهم القيادي الاسلامي حمزة منصور الذي هاجم الحكومة لعدم اطلاقها قادة "حماس" على رغم سياسة التهدئة والوساطات التي اتبعتها الجماعة وقال: "كظمنا غيظنا ظناً منّا ان الحكومة سترعوي وتستجيب للوساطات لكنها لم تفعل". وبعدها انطلق المتظاهرون من المسجد إلى الساحة الرئيسية في المخيم حيث تحدث فيهم المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات والنائب السابق همام سعيد. واعلن الذنيبات ان جماعته "لن تساوم على حق حماس في المقاومة وحق قادتها في التعبير السياسي" واعتبر ان التظاهرة "رسالة واضحة للحكومة ان الشعب مع حماس وضد من يحاربها"، موضحاً ان حماس "تدافع عن الاردن الذي يتهدده المشروع الصهيوني كما تدافع عن فلسطين" وطالب بحل سياسي للازمة "يحفظ كرامة المجاهدين" ووعد ألا تكون التظاهرة الفاعلية الاخيرة للتضامن مع المعتقلين. وفيما اعلن وزير الداخلية الاردني نايف القاضي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحكومة لن تسمح "بأي تظاهر خارج المسجد" قال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات ل"الحياة" ان وزير الداخلية وافق على المسيرة شريطة "ضمان الامن فيها وهو ما حصل"، حسب قول الذنيبات. وسدّت اعداد كبيرة من قوات الامن منافذ مخيم الوحدات ومنعت دخول السيارات اليه وظلت على مقربة من التظاهرة لكنها لم تتدخل لفضها. واعتبر الذنيبات السماح الضمني للتظاهرة بأنه "مؤشر ايجابي" لكنه اكد ان الحكومة تواصل سياسة ادارة الظهر على رغم ان العاهل الاردني طالب في لقائة مع الصحافيين الاجانب الحكومة والحركة بحل الازمة. وقال الذنيبات ان جماعة الاخوان قدمت رؤيتها للحل في رسالتها الى العاهل الاردني وهي مستعدة للحوار بحثاً عن حل للازمة التي اصبحت "قضية رأي عام أردني لا قضية محدودة". واشار الى ان رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة "ابلغ وسطاء انه يرحب بمبادرة من الاخوان لحل الازمة" مع ان الروابدة كان رفض لقاء لجنة التضامن مع "حماس" التي تضم الاخوان المسلمين والنقابات المهنية وشخصيات وطنية. ومقابل رفض الحكومة الحوار أرسلت اشارات ايجابية من العاهل الاردني في لقائة مع رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين اذ وعد بحل قريب للازمة، كما نقلت رسالة الى الدكتور موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي ل"لحماس" الذي كان يزور دمشق. الا ان ذلك كله لم يتبلور في صيغة حل او اطار حل وربما كان "جس نبض" حسب ما يرى قياديون اسلاميون. واعتبرت مصادر سياسية ان تظاهرة الاخوان "نوع من عرض العضلات لتذكير الحكومة بمخاطر استمرار تجاهلهم" مشيراً الى ان عدم قمع التظاهرة "مؤشر الى ان الرسالة وصلت"، خصوصاً ان التظاهرة "لم يشارك فيها غير بعض شعب الاخوان في عمان وليس سائر الاخوان في المملكة"، حسب ما يقول المراقب العام للاخوان عبدالمجيد الذنيبات.