شكل ظهور المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" عبدالمجيد الذنيبات إلى يمين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني اثناء اداء صلاة الاستسقاء التي دعت اليها وزارة الاوقاف، عامل تهدئة في الازمة المتصاعدة بين الحكومة الاردنية و"الاخوان" على خلفية أزمة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي دخلت شهرها الرابع. ورفض مراقب "الاخوان" اجابة "الحياة" هل طرح موضوع ازمة "حماس" في الدردشة التي جرت بينه وبين الملك عبدالله عقب الصلاة، لكنه امل في "حل قريب للأزمة". وأفادت مصادر مطلعة في "الاخوان" ان الذنيبات طرح موضوع ازمة "حماس"، وانه تلقى رداً "ايجابياً عاما" خصوصاً ان العاهل الاردني غادر عمان في اطار جولة آسيوية مطولة. وجاء حضور الذنيبات صلاة الاستسقاء بدعوة من الديوان الملكي، وعندما شاهده الملك عبدالله طلب منه الجلوس إلى يمينه. واعتبرت مصادر سياسية ان دعوة العاهل الاردني لزعيم "الاخوان" واجلاسه إلى يمينه وابراز ذلك في وسائل الاعلام الرسمية "رسالة تؤكد استمرار العلاقة الاستراتيجية التاريخية التي تربط النظام الهاشمي بالاخوان المسلمين وانها أمتن من أن يؤثر فيها عارض سياسي مثل أزمة حماس". وكان الذنيبات هاجم بشدة في اليومين اللذين سبقا دعوة الملك، حكومة السيد عبدالرؤوف الروابدة لابعادها قادة "حماس" ودعا إلى اسقاطها. جاء ذلك في مهرجان عقب صلاة الجمعة في المسجد الحسيني تم في تجمع ل"لجنة المتابعة" التي انبثقت عن اللقاء الوطني لنصرة "حماس". وكان المتحدثون في التجمع دعوا إلى تجاوز الحكومة ومخاطبة الملك مباشرة. ومنذ بدء ازمة "حماس" نهاية شهر آب اغسطس الماضي حاول "الاخوان" التعامل مع العاهل الاردني مباشرة لحل الازمة. لكن وساطتهم اقتصرت على رئيس الحكومة ولم يكتب لها النجاح. وامتدت الازمة بين الحكومة و"حماس" لتشمل "الاخوان" الذين هاجمهم رئيس الوزراء ضمناً في اكثر من مناسبة لاستغلالهم المساجد لاغراض سياسية ولخدمة تنظيم غير اردني حماس. وكانت الحكومة منعت النقابات المهنية من اداء صلاة الاستسقاء الشهر الماضي كونها تستغل لأغراض سياسية، واعتبرت ان الدعوة للصلاة هي من مسؤوليتها. وشدد رئيس الوزراء في جلسة مجلس النواب الاحد الماضي على ان حكومته ستتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً وجدياً من اساءة استخدام المسجد لغير الغايات التي انشيء من أجلها. ويستبعد ان تشهد الايام المقبلة حلاً للأزمة بسبب غياب العاهل الاردني في جولة آسيوية. فيما يعتبر الروابدة الأزمة منتهية بمغادرة قادة "حماس" إلى الدوحة.