أعلن مجهول اتصل بوكالة انباء روسية ان الانفجار الذي هز موسكو بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس "رد" على قصف الأراضي الشيشانية، فيما اكد وزير الداخلية فلاديمير روشايلو ان اسامة بن لادن هو "الملهم والمحرك" لاحداث داغستان حيث استمرت امس المعارك واسقطت طائرة روسية من طراز "سوخوي". ووقع الانفجار في الدقيقة الاولى بعد منتصف الليل وأدى الى تقويض تسعة طوابق من عمارة سكنية في حي "بيتشاتنيكي" جنوب شرقي العاصمة حيث تسكن عائلات عمال وموظفي مصنع ضخم للسيارات. وبلغ عدد القتلى الذين انتشلت جثثهم 21 شخصاً، الا ان خبراء وزارة الطوارئ توقعوا ان يكون هناك 100 شخص تحت الانقاض وقد يلقى الكثيرون منهم مصرعهم بسبب الدخان المتصاعد من حرائق اخفق رجال الاطفاء في اخمادها حتى نهار امس. وأعرب الرئيس بوريس يلتسن عن تعازيه لذوي القتلى وللمصابين، فيما تولى رئيس الحكومة فلاديمير بوتين الاشراف على عمليات الانقاذ وذكر ان المحققين قدموا افتراضات عدة بينها انفجار انابيب الغاز، الا ان وزير الداخلية فلاديمير روشايلو لم يستبعد ان يكون الحادث "عملاً ارهابياً"، وأشارت وزارة الامن الى ان حجم التدمير وتناثر الحطام يدلان على ان الحادث مدبر. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان مجهولاً اتصل بها وتحدث بلكنة قوقازية. مؤكداً ان الانفجارين في موسكو وفي بويناكسك مدينة في داغستان قتل فيها قبل ايام حوالي 80 شخصاً في نفجار مماثل هما رد على قصف القرى المسالمة في الشيشان". وأكد محافظ العاصمة يوري لوجكوف هذا الاحتمال، واشار الى وجود أوجه شبه بين الحادثين، وأعلن ان سلطات موسكو عززت الاجراءات الأمنية في المدينة لتفادي "عمليات انتقامية" قال ان المقاتلين في داغستان قد ينظمونها في موسكو رداً على "هزائم الحقت بهم". واستمرت في داغستان المعارك الضارية على عدد من المحاور، خصوصاً قرب بلدة كاراماخي في وسط الجمهورية التي تتعرض الى هجوم على محاور عدة. الا ان المدافعين عنها أبدوا مقاومة ضارية وتمكنوا من اسقاط طائرة اعتراضية من طراز "سوخوي 25" استطاع قائدة الهبوط بالمظلة وانزلت فرق انقاذ لاجلائه عن منطقة المعارك. وهذه اول طائرة حربية تسقط منذ بداية العمليات في داغستان بعدما كانت اصيبت اثنتان وتمكنتا من الهبوط، ودمرت سبع مروحيات. ووجه وزير الداخلية الروسي اتهامات الى اسامة بن لادن بأنه "المنظم والملهم" للعمليات الجارية في داغستان. وأكد المكتب الصحافي للوزارة ان روشايلو ابلغ مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي لويس فري ان لديه معلومات استخبارية في هذا الشأن. واضاف ان القادة الميدانيين وعلى رأسهم الشيشاني شامل باسايف وخطاب، العربي الاصل حصلا خلال الشهر الاخير على كميات كبيرة من المال كانت تحول عبر بنوك اوروبية او ينقلها اشخاص مكلفون بالمهمة. وأشار الوزير الروسي الى ان "منظمات ارهابية عالمية … تستخدم مجرمين شيشانيين" للقيام بأعمال ارهابية خارج روسيا، ومن جانبه وعد فري بتقديم دعم معلوماتي، لكشف الجهات التي تقف وراء استحداث مواقع على شبكة الانترنت لبث معلومات عن احداث القوقاز. وفي غروزني دعي مجلس الأمن القومي الى اجتماع طارئ امس لبحث "الردود المحتملة" على غارات تشنها طائرات روسية وبلغ عدد ضحاياها حوالي الثمانين. وذكر نائب رئيس الوزراء رسلان غيلايف الذي عينه الرئيس اصلان مسخادوف حاكماً عسكرياً ان المجلس سيضع "خططاً تطبق عند الضرورة" للرد على الغارات. وتخشى موسكو من ان تغدو احداث القوقاز والانفجارات ذريعة يتخذها الكرملين لاعلان حال الطوارئ وارجاء الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في 19 كانون الاول ديسمبر.