اتهم وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو "مرتزقة عرباً" بالمشاركة في العمليات الجارية في داغستان. وأكد بيان عسكري مقتل ثلاثة من "العرب"، فيما ذكر الرئيس بوريس يلتسن ان "داغستان في مقدمة أولويات" أمن الدولة. وتزامن ذلك مع هجوم شنه مسلحون مجهولون في عاصمة قرغيزستان، خطفوا خلاله قائد قوات الأمن الداخلي المحلية و120 رهينة آخرين. لاحظ أعضاء في السلك الديبلوماسي العربي تزايد حملة الاتهامات التي بلغت ذروتها باعلان روشايلو ان "أوساطاً" من دولتين خليجيتين وباكستان ودولاً اسلامية أخرى متورطة في الأحداث. وذكر انه وجه رسائل الى نظرائه في الولاياتالمتحدة وتركيا واسرائيل وعدد من الدول العربية مطالباً بتقديم "دعم معلوماتي" أو اجراء تحقيقات ميدانية. وشدد على أن "هناك استعداداً للمساعدة". ومن جانبه ذكر المركز الاعلامي لوزارة الداخلية في داغستان ان القصف الجوي أدى الى تدمير سيارة كان فيها ثلاثة "مرتزقة عرب" وسائق شيشاني. وقال ل"الحياة" سفير دولة عربية كبرى في موسكو ان بلاده ردت ب"أقصى سرعة" على رسائل تلقتها من روسيا. وأعرب عن استغرابه لتوجيه الاتهامات من دون تقديم أدلة. وتابع ان هناك معاهدات أمنية بين روسيا وعدد من البلدان العربية ويمكن في اطارها تنسيق العمل. وتابع ان عدداً من البلدان العربية كان سلم موسكو وثائق عن أشخاص مطلوبين في بلدانهم ويحتمل وجودهم في الأراضي الروسية، إلا أن المسؤولين في روسيا "لم يحركوا ساكناً". واستخدم رمضان عبداللطيفوف الوزير بلا حقيبة في الحكومة الروسية تعبير "اسلامو فوبيا" أو "الكراهية للاسلام" في حديثه عن أجواء قال انها "غير صحية" في روسيا. لكنه طالب، من جهة أخرى، الدول العربية والاسلامية بتوضيح موقفها وتأكيد مساندتها "وحدة التراب الروسي" واعتراضها على ما يقوم به "متطرفون" في داغستان. وعلى الصعيد الميداني اعلنت وزارة الدفاع ان طائراتها قامت ب80 طلعة خلال اليومين المنصرمين وتمكنت من اصابة عدد من المواقع المحصنة والآليات وقتل مئة مسلح. وذكرت ان "المتمردين" فقدوا منذ بداية العمليات أكثر من 600 قتيل. واستمرت المعارك الضارية حول قرية تاندو الاستراتيجية المشرفة على الممرات المؤدية الى الشيشان. وأكدت موسكو ان وحداتها منعت تسلل المدافعين عن القرية في اتجاه الحدود الشيشانية، وأكدت انها تحاصرهم حتى "ابادتهم أو استسلامهم". وبحث الوضع في القوقاز خلال اجتماع عقده رئيس مجلس الدولة الداغستاني محمد علي محمدوف مع يلتسن وذكر إثره ان الرئيس الروسي طلب من الحكومة اتخاذ "اجراءات عاجلة لتصفية المجرمين" ووعد بمساعدة الجمهورية في حل المشاكل الاقتصادية التي تواجهها. ودعا رسلان اوشيف رئيس جمهورية انغوشيتيا الى اجتماع قمة لرؤساء جمهوريات القوقاز يعقد غداً في العاصمة الانغوشية تزران لبحث الوضع في المنطقة. وذكر ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وافق على حضور القمة. وفي حال انعقاد هذا الاجتماع فإنه سيكون الأول من نوعه الذي يحضره مسخادوف. إذ انه رفض المشاركة في لقاءات مماثلة على اعتبار ان الشيشان ليست جزءاً من روسيا. قرغيزستان وقبل يوم من انعقاد "قمة شنغهاي" في جيشكيك عاصمة قرغيزيا، تعرضت المناطق الجنوبية من الجمهورية الى هجوم مباغت شنته مجموعة مجهولة وتمكنت من اختطاف 120 رهينة بينهم قائد قوات الأمن الداخلي في قرغيزيا الجنرال شايكييف. واستولى 200 مسلح انطلقوا من أراضي طاجكستان على ثلاث قرى في مقاطعة اوشى جنوب قرغيزيا واحتجزوا رهائن بينهم شايكييف وأربعة خبراء يابانيين يعملون في التنقيب الجيولوجي، ولم يعلنوا مطالبهم كاملة لكنهم طلبوا تزويدهم بالمؤونة. وطوقت السلطات المنطقة ونقلت امدادات عسكرية وطلبت مساعدات من طاجكستان واوزبكستان المجاورتين. وذكر ديوان الرئيس القرغيزي عسكر اكايف ان المهاجمين ينتمون الى فصائل المعارضة الاسلامية الطاجيكية وانهم رفضوا تنفيذ أوامر قياداتهم بتسليم السلاح بموجب اتفاقية المصالحة الوطنية المعقودة مع حكومة دوشانبه. الا ان سكرتير مجلس الأمن القومي في طاجكستان الجنرال اميرقول عظيموف نفى أي علاقة للمقاتلين بالمقاومة، وذكر ان المجموعة يقودها جمعة النمنغاني وهو اوزبكي سبق ان حارب ضد حكومة دوشانبه لكن وحداته أخذت تتنقل بين افغانستان واوزبكستان وطاجكستان. وأضاف ان السلطات الطاجيكية حذرت قرغزيا من احتمال تحرك المجموعة نحو أراضيها عبر طرق جبلية.