للمرة الاولى في تاريخ التلفزيون المصري يتم اختيار مذيعة بدينة يصل وزنها الى 130 كيلوغراماً تقريباً ولا تتوافر فيها مقاييس ومواصفات المذيعة المتعارف عليها والتي تجمع بين الرشاقة والقوام الممشوق، لتحطم بذلك القواعد والتقاليد المعروفة التي تحكم اختيار المذيعات. انها نيير راضي التي وقع اختيار الاعلامية نجوى ابراهيم عليها لتقدم برنامجاً جديداً من نوعه بعنوان "إكس لارج" على شاشة قناة الاسرة والطفل، وتستضيف من خلاله اصحاب الاوزان الثقيلة. "الحياة" التقت نيير راضي وسألتها حول كيفية اختيارها للعمل التلفزيوني وما فكرة برنامجها؟ في البداية اسمك يثير التساؤل ماذا عنه؟ - اسمي نيير نتشكا وهو اسم مركب يعني بالتركية شدة النور، والدي اسمه عثمان محمود راضي مصري الميلاد والنشأة وأمي تركية الاصل عاشت في مصر وحصلت على بكالوريوس تجارة في العام 1980، ومتزوجة ولدي ثلاثة ابناء. كيف تم اختيارك للعمل في التلفزيون؟ - كان ذلك بالصدفة عندما ذهبت مع صديقتي الى محطة التلفزيون لشد أزرها في اختبارات المذيعات التي كانت احدى المتقدمات، اليها فشاهدتني المذيعة نجوى ابراهيم رئيسة قناة الاسرة والطفل المتخصصة، وعرضت عليّ تقديم برنامج بعنوان "إكس لارج" على شاشة القناة، واذكر انها قالت لي "إنك تتمتعين بحضور وذكاء ولذلك اخترتك لتقديم هذا البرنامج"، وافقت على الفور ليتحقق حلمي في العمل في التلفزيون الذي طالما حلمت به منذ زمن طويل والحمد الله تخطيت العقبات واجتزت الاختبارات التي اجريت لي لأصبح مذيعة، على رغم إنني لا أحمل مقاييس المذيعة الرشيقة ذات القوام الممشوق التي يتطلب توافرها في المذيعة التلفزيونية. هل كنت تتوقعين أن يتحقق هذا الحلم في يوم من الأيام؟ - كان العمل في التلفزيون حلماً وامنية تراودني منذ الصغر، ولكنني كنت لا اجرؤ ان ابوح بالأمر الى أحد بسبب جسمي المترهل، ولكني كنت دائماً ابني نفسي ذهنياً وعقلياً من خلال الاطلاع والقراءة لكي اؤهل نفسي لتحقيق هذا الحلم وقد كان. وما فكرة برنامج "إكس لارج"؟ - فكرة بسيطة جداً، وهي الاجابة عن تساؤل كيف يتعامل كل انسان مع نفسه إذا كان بديناً او نحيفاً او لديه عيوب خلقية تزعجه احياناً والمشاكل التي تصادفه في حياته، وقبل ان احاوره اعلم تماماً ويعلم الضيف نفسه انني "سمينة" لإضفاء شكل واقعي على البرنامج. ما أشهر الشخصيات التي استضافها البرنامج؟ - استضاف البرنامج مجموعة كبيرة من البدينين واصحاب الاجسام الطويلة والضخمة من اشهرهم الفنانون علاء ولي الدين ومحمد التاجي ويوسف داود وعلية الجياش وانجيل رام والمخرج احمد الحريري وفتاة الاعلانات الشهيرة فاتن شعبان وغيرهم. ما كان شعورك اثناء وقوفك للمرة الاولى امام الكاميرا؟ - لم أشعر برهبة أو تردد اثناء وقوفي امام الكامير على رغم انني كنت اقف امامها للمرة الاولى وامسك بالميكرفون. بل تصرفت بطبيعتي وتلقائيتي تماماً وكنت اشعر وقتها وكأنني بطلة من بطلات الاولمبياد التي تحطم رقماً قياسياً في احد الالعاب. واول حلقة سجلتها في البرنامج كانت مع الفنان محمد التاجي من اعدادي وتقديمي معاً واخترت موقع التصوير بنفسي. واتذكر ان مجموعة من الجمهور الذي كان بالقرب من موقع التصوير وشاهدني اثناء التسجيل اشاد بطريقتي واسلوبي في ادارة الحوار وصفق لي كثيراً عقب انتهاء التسجيل وكانت هذه الحلقة بمثابة شهادة ميلاد جديدة لي وللبرنامج. هل تشعرين بالضيق من بدانتك؟ - اعترف بأنني بدينة بصورة غير طبيعية وقمت بعمل محاولات عدة لإنقاص وزني ولكن من دون جدوى، ولكنني اتغلب على هذه السمنة بالابتسامة والروح الوثابة وحب الخير للناس. ويكفي ان اقول "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً". نصيحة تقدمينها لكل سمين وسمينة؟ - أن يرضى بما قسمه الله له وان يحب الآخرين ولا يحقد عليهم لأن البدانة او النحافة كلها اشياء بيد الله ولا يستطيع الانسان ان يأخذ كل شيء الا بأمر الله. كما يجب على كل بدين ان تكون لديه عزيمة وحافز دائماً لكي يصبح رشيقاً وان يحرص على ممارسة التمرينات الرياضية لأن مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة. وأتمنى ان تكون نظرة الآخرين الى البدينين نظرة احترام لا نظرة تهكم او سخرية او تقليل من شأنهم. وان لا يعتبروا السمنة عيباً او نقصاً في شخصية الانسان ثقيل الوزن بل قد تكون هذه البدانة ميزة في صاحبها فقد لا يعلم الكثيرون ان السمنة في الماضي كانت احدى مقاييس الجمال حيث يشير بعض الدلائل التاريخية القديمة ان الشخص عندما كان يريد ان يتزوج كان يحضر مقعداً بمواصفات معينة في الحجم وكان يختار العروس الاكبر وزناً وحجماً التي تستطيع ان تشغل المقعد عندما تجلس. هل يزعجك الانتقاد؟ - اطلاقاً، فأنا استفيد من كل ما يقال او يكتب عني. ولكنني بطبيعة الحال أحب النقد الموضوعي الذي يبرز السلبيات لأعمل على تلافيها وهذا يجعلني أطور نفسي وادائي دائماً وأبحث عن الافضل، أما النقد المغرض او الهجوم السافر او التجريح فأمور تجعلني في موقف التحدي وتدفعني الى المزيد من بذل الجهود للوصول الى الأفضل.