أكدت جماعة "أنصار الشريعة" مقرها لندن بزعامة "أبو حمزة المصري" أن "جيش عدن - أبين الإسلامي" أعلن مسؤوليته عن الانفجار الضخم في حي السفارات في صنعاء، والانفجارين في عدن ليل الجمعة - السبت، وتوعد ب"حملة تفجيرات". لكن مصدراً مأذوناً له في صنعاء قال ل"الحياة" أمس إن كل مؤشرات التحقيقات التي تشرف عليها لجنة أمنية رفيعة المستوى تدل على أسباب جنائية للانفجار في العاصمة اليمنية الذي وقع في متجر كبير. وسخر من تصريحات "أبو حمزة"، واصفاً أياه بأنه "مهرج ومعتوه". وأفاد بيان لجماعة "أنصار الشريعة" تلقته "الحياة" في القاهرة ان "أبو المحسن" القائد الجديد ل"جيش عدن" أبلغ "أبو حمزة" ان السفارة البريطانية "كانت مستهدفة" بتفجير المتجر، رداً على "قصف العراق". راجع ص 6 ويشرف على اللجنة الأمنية اليمنية وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب، فيما يتابع الرئيس علي عبدالله صالح عن كثب نتائج التحقيقات في انفجار صنعاء. وتساءل المصدر المأذون له "كيف يقول المدعو أبو حمزة ان هناك من اتصل به هاتفياً ليكلفه الابلاغ عن مسؤولية جماعته في حادث تفجير متجر سيتي سنتر، في الوقت الذي يقبع أبو حسن المحضار زعيم جيش عدن وجماعته في السجون، يواجهون احكاماً قضائية بسبب جرائم الخطف وقتل السياح وإقلاق الأمن والتفجيرات". وقال المصدر ل"الحياة" إن "أبو حمزة شخص مريض يعاني عاهات نفسية وخلقية تدفعه بين حين وآخر إلى السعي وراء الشهرة والظهور، عبر مزاعم لا تمت إلى الحقائق بصلة، بل تعكس روحه العدائية لليمن". إلى ذلك، تجاهلت وسائل الإعلام الرسمية أمس في صنعاء وبقية المدن اليمنية الخوض في تفجير متجر "سيتي سنتر"، واكتفت بنشر تصريحات لمصدر أمني أكد فيها ان الحادث أوقع قتيلين و12 جريحاً، وان السلطات اعتقلت عدداً من المشتبه فيهم، وباشرت التحقيق معهم. وكانت تقديرات أولية أفادت عن سقوط ستة قتلى. وانتهت أمانة العاصمة أمس من إزالة مخلفات التفجير، ولوحظ عدم وجود اجراءات أمنية مشددة أو استثنائية في مكان الحادث، على رغم أن المتجر الذي دمر كلياً يقع في حي السفارات وتحيط به مكاتب حكومية وشركات أجنبية ويمنية. وجالت سيارات للشرطة في شوارع المنطقة بين حين وآخر. ولوحظ أن فريقاً أمنياً يتولى التحقيق ميدانياً في موقع المتجر والمباني المجاورة التي تضررت بالانفجار، وعلمت "الحياة" من مصادر موثوق بها أن بين الأشخاص الموقوفين للاشتباه في تورطهم، عدداً من شركاء صاحب المتجر عبدالله العميري الذي قتل في الحادث. وكان عدد من المسؤولين اليمنيين، في مقدمهم الشيخ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب والدكتور عبدالكريم الارياني رئيس الوزراء ووزير الداخلية، زاروا المنطقة أول من أمس، واطلعوا على حجم الدمار الذي خلفه الانفجار. وأوضحت مصادر الشرطة أن القتيلين هما صاحب المتجر وحارس منزل الديبلوماسي اليمني في سفارة اليمن في باريس الشيخ محمد عبيدالله أبو لحوم، المجاور للمتجر.