توجه اكثر من 25 شخصاً من مشائخ ووجهاء عدد من القبائل اليمنية فجر امس في مهمة وساطة جديدة تهدف الى الافراج عن الرهائن الهولنديين والبريطانيين الذين تحتجزهم مجموعة قبلية مسلحة في احدى المناطق التابعة لمحافظة الجوف 174 كلم شمالي العاصمة صنعاء. وكان الغربيون خطفوا في 17 الشهر الجاري من منطقة الحوارن في مديرية حوت التابعة لمحافظة عمران وهم في طريقهم من محافظة صعدة الى صنعاء. وهم ستة اشخاص: اسرة هولندية من أب وأم وطفين، ورجل بريطاني وزوجته. وعلمت "الحياة" من مصدر يمني مسؤول أمس ان الافراج عن الرهائن بات قريباً جداً وان الآمال المعلقة على نتائج الوساطة الجديدة كبيرة. وأشار المصدر الى ان من بين الوسطاء مشائخ ووجهاء كبار من القبائل لهم تأثيرهم ومكانتهم. ولاحظ ان حادث الاختطاف "اثار سخط القبائل اليمنية ومشائخها ووجهائها الذين دعوا القبائل والمواطنين الى اللجوء الى الوسائل القانونية في مطالبة الدولة بأي حقوق او خدمات او مشروعات لمناطقهم ونبذ ومحاربة ظاهرة خطف الاجانب لما تعكس من اساءة لسمعة اليمن ومكانتها العربية والدولية، مثلما تسيء الى الشعب اليمني المعروف بتقاليده الحميدة وتقديره للضيوف الاجانب". وأضاف المصدر نفسه ان سفارتي بريطانيا وهولندا في صنعاء ارسلتا ملابس للرهائن ولعب اطفال ومجموعة من الهدايا عبر السلطات الامنية اليمنية التي بدورها بعثت بها مع الوسطاء لتسليمها الى الرهائن؟ وكان عدد من الوسطاء من وجهاء القبائل فشلوا في ثلاث جولات من المفاوضات مع الخاطفين لاقناعهم باطلاق الرهائن. ولم تكشف اوساط القبائل او السلطات اليمنية عن المطالب الحقيقية للخاطفين. الى ذلك، اكد مصدر رسمي في النيابة العامة في عدن ان ملف قضية المتهمين في قضية "جيش عدن الاسلامي" سيحال اليوم الى النيابة التي ستحوله غداً الى محكمة صيرة البدائية. وطالب محامون يمنيون الحكومة اليمنية بالطلب مع الحكومة البريطانية تسليم زعيم جماعة "انصار الشريعة" "ابو حمزة المصري" لمحاكمته في اليمن. ورفع عدد من المحامين اليمنيين رسالة الى السلطات اليمنية طلبوا فيها السعي الى تسلم "ابو حمزة" في ضوء التصريحات الاخيرة التي اطلقها "عبر وسائل الاعلام والتي تمس امن اليمن وسيادته. كما تبرهن على تورطه في عمليات تخريب وإرهاب في اليمن وآخرها ارتباطه بعملية خطف السياح الغربيين من محافظة أبين من قبل جماعة متشددة تطلق على نفسها "جيش عدن أبين الاسلامي" وترتبط بعلاقة "جهادية" مع ابو حمزة". وكان نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي هاجم "ابو حمزة" في خطاب بمناسبة تدشين العام التدريبي للقوات المسلحة اليمنية في محافظة عدن للعام 1999. ووصفه بأنه يتزعم جماعة متشددة و"مرتزقة" وان "محاولته وجماعته لاقلاق الأمن والاستقرار في اليمن احبطت تماماً وتم القضاء عليها". وقال: "يجب على "ابو حمزة" ان يعلم بأن اليمن كان وما زال وسيظل مقبرة للعملاء والمرتزقة والجواسيس وعليه ان يكف عن المؤامرات التي تحاك ضد اليمن من لندن". ويُقر "أبو حمزة" بعلاقته بخاطفي الرهائن الشهر الماضي في أبين. لكنه ينفي تورطه في ارسال جماعة من المسلمين البريطانيين للقيام بعمليات عنف في اليمن. وفي لندن رويترز، قال مسؤول حكومي بريطاني ان السلطات اليمنية سمحت لأحد المحامين بأن يزور امس السبت خمسة بريطانيين محتجزين في عدن بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية. وأضاف المسؤول: "شاهد المحامي المعتقلين صباح اليوم أمس، في اجتماع خاص. نما الى علمنا ان السلطات اليمنية لم تحضر". ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن اللقاء بين المحامي بدر باسنيد والمعتقلين الخمسة وهم من اصل يمني وباكستاني ويعيشون في مدينتي برمنغهام ولندن. وهم ضمن مجموعة من ثمانية رجال اعتقلتهم السلطات اليمنية يوم 24 كانون الأول ديسمبر للاشتباه في علاقتهم باختطاف اجانب الشهر الماضي وتفجير قنابل في ميناء عدن. وتردد ان سبعة من المجموعة يحملون جوازات سفر بريطانية وان الثامن فرنسي الجنسية.