شهدت العلاقات اليمنية - البريطانية مزيداً من التدهور، اذ قررت وزارة الخارجية البريطانية اغلاق فرعي المركز الثقافي البريطاني في صنعاءوعدن وإعادة العاملين فيهما الى لندن، احتجاجاً على عمليات الخطف التي تطاول رعايا بريطانيين في اليمن، ومحاكمة بريطانيين في عدن بتهمة التخطيط لأعمال ارهابية في المدينة. وجاء قرار اغلاق فرعي المركز الثقافي في وقت باشرت السلطات اليمنية تنفيذ قرار باستثناء الرعايا البريطانيين الذين يتحدرون من أصول غير بريطانية من التسهيلات الممنوحة لرعايا دول الاتحاد الأوروبي لدى وصولهم الى المنافذ الحدودية اليمنية. وانتقد مصدر مأذون له في وزارة الخارجية اليمنية "الموقف السلبي" للحكومة البريطانية المتعلق بمكافحة الارهاب، مشدداً على ان "اليمن يتمسك بحقه" في تسليم "أبو حمزة المصري" لمحاكمته في اليمن بتهمة "تصدير الارهاب والتخريب وقتل الأجانب". وأكد ل "الحياة" مصدر مأذون له في مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية ان الحكومة بصدد مراجعة تسهيلات منح تأشيرات الدخول الى اليمن عند المنافذ الحدودية، موضحاً ان هذه التسهيلات لن تشهد تغييراً بالنسبة الى الرعايا ذوي الأصول البريطانية. وشدد على أن السلطات الأمنية باشرت اجراءات مشددة في المنافذ الحدودية الرئيسية لمواجهة "المخططات الارهابية التي تدبر في الخارج ضد اليمن ويجند لها مرتزقة أجانب". وأشار الى أن هذه الاجراءات تأتي بعد كشف الأجهزة الأمنية اليمنية مجموعة من البريطانيين من أصول مختلفة يحاكمون في عدن حالياً بتهمة التخطيط لتنفيذ أعمال تخريب وارهاب وقتل، وتشكيل عصابة مسلحة وحيازة أسلحة، بالاضافة الى حادث خطف السياح الغربيين ومقتل ثلاثة بريطانيين منهم واسترالي في محافظة أبين أواخر الشهر الماضي، وذلك على يد جماعة متشددة بزعامة "أبو الحسن المحضار" زعيم "جيش عدن الاسلامي". وكان كشف ان مجموعة البريطانيين و"أبو الحسن" كانوا على اتصال ب "أبو حمزة المصري" زعيم جماعة "أنصار الشريعة" في لندن. وقال مصدر في وزارة الخارجية اليمنية ل "الحياة" ان موقف السلطات الأمنية البريطانية "كان سلبياً في ما يتعلق بالتعاون مع اليمن لمكافحة الارهاب". وأكد ان استثناء الرعايا البريطانيين من أصول غير بريطانية من التسهيلات الممنوحة في المنافذ الحدودية هو اجراء احترازي من قبل السلطات اليمنية "لأن هناك عدداً من الارهابيين يأتون الى اليمن من بريطانيا لقتل البريطانيين وممارسة الارهاب". وأشار المصدر نفسه الى أن الخارجية اليمنية لم تتلق من الحكومة البريطانية بعد ما يفيد باغلاق فرعي المركز الثقافي البريطاني في صنعاءوعدن. وكانت مصادر أمنية يمنية أكدت أول من أمس ان السلطات اليمنية رحّلت 26 شخصاً من أصول مختلفة يحملون جوازات سفر بريطانية للاشتباه في حيازتهم جوازات مزورة أو انتمائهم إلى جماعات اسلامية متشددة تنشط في لندن. وتوقعت مصادر أمنية في عدن ضم ثلاثة متهمين بريطانيين الى محاكمة المجموعة السابقة في عدن، اعتقلوا أخيراً في محافظة شبوه، وبينهم نجل "أبو حمزة المصري" محمد مصطفى كامل. في لندن، علم ان سلطات مطار صنعاء منعت أمس دخول فاليري، والدة محمد مصطفى كامل، وثلاثة من أهالي المعتقلين البريطانيين.