أعلن السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك في بريشتينا التي وصل اليها امس الاحد ان زيارته لكوسوفو تمت بالاتفاق مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لأن الوضع في الاقليم "يمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه الاممالمتحدة، وهو اختبار لقوتها لا سابق له". وقال: "أنا هنا لأساعدكم". وأوضح هولبروك ان مهمته هي "من أجل التنفيذ لا التفاوض"، ما اعتبره المراقبون اشارة الى انه سيستخدم نفوذ الولاياتالمتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن في شأن كوسوفو، بعدما اخفق المسؤولون العسكريون والمدنيون الدوليون في إرساء الأمن والنظام وحكم القانون في الاقليم. وتفقد هولبروك في اليوم الأول لزيارته الوحدات الاميركية المنتشرة في شرق الاقليم ضمن قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها الحلف الاطلسي. واجتمع مع قائد قوة حفظ السلام الجنرال مايكل جاكسون ومسؤول الادارة المدنية الدولية برنار كوشنير، كما التقى زعماء السكان المحليين الألبان والصرب. وهذه الجولة الأولى لهولبروك في المنطقة منذ أخفق في آذار مارس الماضي في اقناع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بالموافقة على اتفاق رامبوييه في شأن كوسوفو. وأشار مراقبون الى ان المهمة الرئيسية لزيارة هولبروك هي "وقف العنف واعمال الانتقام ووضع حد لنزوح الصرب والغجر والإسراع في اشراك السكان المحليين في مسؤوليات الادارة المدنية وانهاء الصراع في مدينة ميتروفيتسا المقسمة بين الألبان والصرب وحل مشكلة رفض الألبان القبول بانتشار الجنود الروس في اوراخوفاتس". ومعلوم ان هولبروك 58 عاماً أدى القسم في 25 الشهر الجاري في مقر البعثة الاميركية للامم المتحدة سفيراً لبلاده لدى المنظمة الدولية. الى ذلك، بدأت عناصر من قوة الشرطة التابعة للامم المتحدة عملها امس لإقرار الأمن في منطقة العاصمة بريشتينا بدلاً من الشرطة العسكرية لقوات حفظ السلام الدولية. وتضم القوة ضباطاً أمنيين من 28 دولة وستتسع مهامها لتشمل فرض القانون والنظام في سائر أنحاء الاقليم.