وصل إلى بلغراد أمس الثلثاء المبعوث الأميركي إلى البلقان ريتشارد هولبروك في مستهل زيارة تشمل بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفو، في وقت تجددت أعمال العنف بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في الاقليم. وخيّم تصاعد المواجهات في كوسوفو على أجواء "المؤتمر الدولي لمتابعة عملية السلام البوسنية" الذي بدأ أمس في العاصمة الاسبانية مدريد ويستمر يومين. وشارك في المؤتمر أكثر من خمسين وفداً يمثلون الدول المعنية بمشاكل البلقان ومنظمات اقليمية وإنسانية، وهو الثالث من نوعه منذ توقيع اتفاق دايتون للسلام عام 1995 بعد مؤتمري لندن 1996 وبون 1997. وحمل هولبروك رسالة من وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت إلى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وصفت بأنها "شديدة اللهجة وتدعوه إلى تنفيذ تعهداته بخصوص حل مشكلة كوسوفو، وتحذره من مغبة استخدام الجيش اليوغوسلافي للتدخل في شؤون جمهورية الجبل الأسود". وجاء ذلك وسط تصاعد لأعمال العنف في كوسوفو، إذ أعلنت بلغراد أن قواتها قتلت ما لا يقل عن 30 ألبانياً وجرحت 12 آخرين كانوا ضمن مجموعة من مئة عنصر من جيش تحرير كوسوفو "حاولوا التسلل من البانيا إلى الاقليم". وأضافت ان القوات اليوغوسلافية "استولت على كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة التي حاول المسلحون ادخالها إلى كوسوفو". وذكر المركز الاعلامي لألبان كوسوفو أن القوات الصربية قصفت ثلاث قرى في منطقة "ليوبيجا" في غرب الاقليم "فاسفرت عن اضرار في منازلها وضحايا في صفوف المدنيين". الأطلسي يحذر وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا عن قلقه ازاء تصريحات ميلوشيفيتش، التي وصف فيها أي عملية تقوم بها قوة التدخل السريع التابعة للحلف من أجل حماية المراقبين الدوليين في كوسوفو بأنها "ستكون عدواناً تتصدى له القوات المسلحة اليوغوسلافية". وقال سولانا: "إن لقوة التدخل السريع صلاحية من الأممالمتحدة لإنقاذ المراقبين الدوليين إذا تعرضوا للخطر".