عقد الرئيسان الأوزبكي اسلام كريموف والروسي بوريس يلتسن اجتماعاً في موسكو امس الاربعاء أعلنا اثره تأسيس تحالف يضم البلدين وطاجيكستان، ومن أبرز أهدافه "التصدي للأصولية والسلفية" والعمل على ضمان الاستقرار في آسيا الوسطى. وأوضحت القمة التي عقدت في موسكو ان البلدين تجاوزا مرحلة الفتور في العلاقات الثنائية التي كانت ناجمة عن تنافس موسكو وطشقند على قيادة منطقة آسيا الوسطى. واكد كريموف اثر اللقاء ان يلتسن اتصل هاتفياً بالرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف وتم الاتفاق على تشكيل "ترويكا" من أهدافها ضمان الاستقرار في آسيا الوسطى ووقف المجابهة المسلحة في طاجيكستان "والتصدي للتطرف العدواني والأصولية". ومن جانبه ذكر يلتسن ان التعاون بين بلاده واوزبكستان ينبغي ان يتخذ طابعاً استراتيجياً بسبب وجود "خطر ايديولوجي فعلي من الجنوب". ومعروف ان لأوزبكستان حدوداً مع افغانستان جنوباً، وهي ملاصقة لطاجيكستان التي تلعب الحركة الاسلامية دوراً مهماً فيها. وأوضح السكرتير الصحافي للكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان للتحالف الجديد أهدافاً واسعة، وقال ان أطرافه ستقوم بپ"التصدي المشترك للسلفية والأصولية" في آسيا الوسطى وفي شمال القوقاز. يذكر ان موسكو كانت أبدت تخوفها من تصاعد النزعات الانفصالية في القوقاز واحتمال تجدد القتال، خصوصاً في ضوء سلسلة من الاحداث كان أخطرها خطف ممثل الرئيس الروسي في الجمهورية الشيشانية فالنتين فلاسوف، الذي ما زال مصيره مجهولاً حتى الآن على رغم مطالبة يلتسن بالافراج عنه وتهديده بأنه "لن يغفر" للخاطفين. ويتوقع ان يثير التحالف الجديد اعتراضات قوية في كازاخستان المتنافسة مع اوزبكستان على قيادة آسيا الوسطى. وكان الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف وجه انتقادات مريرة الى موسكو أثناء قمة الكومنولث الأخيرة التي وصفها بأنها "فارغة". واتفق يلتسن وكريموف على توقيع معاهدة اقتصادية لعشر سنوات ستبرم اثناء زيارة يقوم بها الرئيس الروسي الى طشقند في تشرين الأول اكتوبر المقبل. ووقع البلدان اتفاقاً لتصنيع طائرات نقل من طراز "ايليوشين 76" في العاصمة الاوزبكية.