اكدت مصادر عراقية وأردنية ان "تدخلاً من أعلى المستويات" حال امس الاربعاء دون تنفيذ ابعاد عائلة شبيه عدي نجل الرئيس العراقي صدام حسين عن الأردن بعد اعتبارها "غير مرغوب في وجودها" في البلاد. ونقلت مصادر عراقية مطلعة عن شقىق لطيف يحيى الصالحي الذي كان عمل "شبيهاً" لعدي وفر الى خارج العراق بعد نهاية حرب الخليج الثانية ان عائلته التي وضعت في سيارة شحن مع اثاثها اعيدت الى أحد المراكز الأمنية بعد ان كانت قطعت مسافة طويلة عن عمّان باتجاه الحدود العراقية. وأضافت المصادر ذاتها ان روبار الصالحي الذي عجز عن الحصول على لجوء سياسي بعد مراجعته مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان اوضح انه تلقى أمراً من السلطات الأردنية بمغادرة البلاد في غضون اربع وعشرين ساعة بعد مراجعته مركزاً أمنياً لتجديد اقامته وانه تعرض وعائلته المكونة من والدته وشقيقته وشقيقه اوميد للترحيل صباح الثلثاء بعد عجزه عن تأمين مكان يسافرون اليه على رغم مراجعة القنصلية الايرلندية لمساعدته بالحصول على حق اللجوء على اعتبار ان شقيقه لطيف يقيم في ايرلندا. ونقلت مصادر أردنية ان عائلة الصالحي اعيدت الأربعاء الى المركز الأمني ذاته الذي ابتدأت منه خطة الترحيل. وكان روبار الصالحي اتهم المخابرات العراقية باختطاف شقيقه جوتيار وزوجته وأبنتيه من عمّان في التاسع من تموز يوليو الماضي وأكد ان "لا أثر ظاهراً على شقيقه في بغداد" فيما تنقل مصادر عراقية ان السلطات العراقية تنفي ذلك مؤكدة ان جوتيار عاد الى بغداد ويلقى معاملة حسنة ل "موقفه الوطني". وترى بغداد ان جوتيار الصالحي "رفض الدخول في مسرحية تحاول الاساءة الى العراق"، بينما يشير شقيقه روبار الى ان "المخابرات العراقية" اختطفته ل"افشائه سر خطة ارساله الى شقيقه المقيم في بريطانيا وتنفيذ عملية لاغتياله". ويبدو ان محاولة عائلة الصالحي ترويج "قصة الاختطاف" كوسيلة من وسائل الضغط على مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لقبول افرادها "لاجئين الى احدى الدول الاوروبية" قوبل بامتعاض السلطات الأردنية لما تحمله من "اشارات توحي باختراق عراقي" اضافة الى صعوبة تحقيق ذلك فعلياً، فحسب المصادر الأردنية فان جوتيار الصالحي - لو صحّ انه اختطف - لكان طلب النجدة من موظف الجوازات الذي لا بد من تدقيقه في ملامح صاحب الجواز مع صورته. وأشارت مصادر عراقية ايضاً الى ذلك لافتة الى ان روبار الصالحي كان يستخدم "قصة الاختطاف" في ابتزاز مواقف تساعده في الخروج من الأردن مؤكدة انه مارسها مع سفارات اجنبية وخليجية وانه اظهر "روح الابتزاز" بتهديده السفارات العربية بأنه سيلجأ الى السفارة الاسرائيلية في حال عجزه عن الخروج وعائلته من الأردن. وكانت عائلة الصالحي، بحسب رواية لطيف، دخلت الى الأردن قبل ثلاثة اشهر، بجوازات سفر عراقية تحمل اسماء مزورة بعد رشوة موظفي الجوازات العراقيين ليتمكنوا من اختراق حظر مغادرتهم العراق.