صعّد ائتلاف الوسط بقيادة رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف حملته ضد الرئيس بوريس يلتسن، وأكد أحد قادة الائتلاف ان "الحرب بدأت" مع الكرملين، فيما اخفقت محاولات انشاء تكتل يميني واسع يرعاه رئيس الدولة. وعقدت حركتا "الوطن" و"كل روسيا" اللتان يتكون منهما ائتلاف الوسط مؤتمريهما أمس السبت لتحديد البرنامج الانتخابي ولوائح المرشحين. وتحاشياً لاحراج أي منهما، اعتذر يفغيني بريماكوف عن عدم الحضور. لكن المشاركين في الندوتين أكدوا مركزه الأول على رأس اللائحة المشتركة لكتلة "الوطن كل روسيا" ويليه فيها محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي اعيد تكريسه رئيساً ل"الوطن" ومحافظ العاصمة الثانية فلاديمير ياكوفليف الذي انتخب رئيساً ل"كل روسيا". وأكد لوجكوف أن هدف الائتلاف لا يقتصر على الفوز في الانتخابات الاشتراعية، بل يتعداه إلى إحداث "تغيير جذري" لوقف "الأزمة الاقتصادية والسياسية التي أحدثتها سلطة ضعيفة فقدت ثقة الشعب". وحذر لوجكوف من أن الكرملين بتعيينه وزير الأمن فلاديمير بوتين رئيساً للحكومة، يريد "اقحام هياكل القوة في الصراع السياسي". وأشار منسق الائتلاف غيورغي بودس إلى ان "الحرب بدأت" مع الكرملين، لكنه حذر من أن مصير يلتسن سيكون شبيهاً بمصير الديكتاتور الروماني الراحل نيكولاي تشاوشيسكو. وأضاف ان "ما حصل لتشاوشيسكو سيبدو جنة" ليلتسن وأنصاره. وتابع ان رئيس الدولة "لم تعد له أهمية بحد ذاته"، فهو "يوقع وثائق يعدها آخرون". وتوقع بودس ان يعمد هؤلاء إلى مختلف الأساليب غير الدستورية ل"تصفية" خصومهم. وعلى رغم ان لوجكوف يجاهر بعدائه للشيوعية، إلا أنه عارض بشدة نية الكرملين حظر نشاط الحزب الشيوعي "الذي يتمتع بدعم السكان"، واعتبر ان القيام بمثل هذه الخطوة سيكون "مغامرة" وخيمة العواقب. ورأى المراقبون ان هذا التصريح قد يكون تمهيداً لوقف حملات إعلامية متبادلة مع اليسار والتحالف معها ضد رئيس الدولة، ما يجعل يلتسن وحيداً في مواجهة أقوى تيارين في الحياة السياسية، يتوقع المراقبون أن يحصلا على 60 إلى 70 في المئة من المقاعد في المجلس النيابي المقبل. ولم يفلح الكرملين في تكوين ائتلاف يميني موالٍ له بعد أن أعلن رئيس الوزراء المقال سيرغي ستيباشين أمس أنه سيخوض الانتخابات في دائرة فردية، ولن يتزعم الكتلة اليمينية التي كان أعلن عن قيامها مساء الجمعة بعد سلسلة اجتماعات عقدها ستيباشين مع نظيريه رئيسي الوزراء السابقين فيكتور تشيرنوميردين وسيرغي كيريينكو، وشارك فيها رئيس الحكومة الحالي فلاديميير بوتين ومدير الديوان الرئاسي اليكسي فولوشين.