اسلام اباد، كابول - "الحياة"، اف ب - تضاربت الانباء حول مصير قاعدة بغرام الجوية شمال كابول التي أكدت المعارضة الافغانية بقيادة احمد شاه مسعود انها استعادتها بعد ساعات من استيلاء حركة "طالبان"عليها امس. وتزامن ذلك مع اتهام الرئيس المخلوع برهان الدين رباني باكستان بالتدخل في شؤون افغانستان بالسماح لمتطوعين باكستانيين بالقتال الى جانب "طالبان" التي اجبرته على الخروج من كابول قبل ثلاث سنوات واللجوء الى الشمال الافغاني. وجاء ذلك في رسالة وجهها رباني الى الرئيس الباكستاني محمد رفيق ترار، وصف فيها التدخل الباكستاني بانه يرقى الى مستوى "غزو" افغانستان. ولم يكن ممكناً التأكد من حقيقة الوضع في بغرام، بسبب معارك طاحنة دارت في محيط القاعدة الجوية التي تبعد 50 كيلومتراً عن شمال العاصمة. ويفسح الاستيلاء على هذه القاعدة في المجال امام السيطرة على الطريق الرئيسية المؤدية الى الشمال الافغاني. ورغم اعلان المعارضة استعادة القاعدة الجوية فإن وكالة الانباء الاسلامية الافغانية افادت بأن تقدم "طالبان" تم بفضل انشقاق قائدين ميدانيين على مسعود هما عبدالهادي صافي وحبيب الله اللذين افيد أنهما انضما الى "طالبان" في منطقة نجراب في إقليم كابيسا. واضافت الوكالة أن قوات "طالبان" مشطت ضواحي مدينة محمود راقي عاصمة كابيسا، بعد تراجع قوات المعارضة منها. وتقدمت الحركة في اتجاه تشاريكار عاصمة إقليم بروان بعد احكام سيطرتها على ممر غورباند المؤدي الى الشمال. ونقلت وكالات الانباء عن الدكتور عبدالله الناطق باسم مسعود ان قوات الاخير استعادت باغرام في هجوم مضاد انطلق من الشمال ومن بلدات اخرى مجاورة. واضاف الناطق ان "نحو 30 مدرعة لقوات طالبان غادرت القاعدة"، مشيراً الى ان قوات مسعود حاصرت مقاتلي الحركة في المنطقة حيث "تدور معارك ضارية". واوضح ان مقاتلي "طالبان" تراجعوا جنوبا. واتهم الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني باكستان بالتدخل في شوءون افغانستان بالسماح لمتطوعين باكستانيين بالقتال الى جانب "طالبان". وفي رسالة الى الرئيس الباكستاني محمد رفيق ترار، قال رباني الذي لا تزال ادارته تشغل مقعد افغانستان لدى الاممالمتحدة، ان متشددين باكستانيين يحاربون في صفوف "طالبان". وابلغ ترار ان "غزو افغانستان من بلدكم المسلم المجاور تنكر للتعاليم الاسلامية والاعراف الدولية ولن يكون في مصلحة الشعب الباكستاني". وجاءت رسالة رباني بعد تقارير عن مشاركة آلاف الباكستانيين ومئات العرب في الهجوم الذي تشنه "طالبان". واضاف رباني مخاطباً ترار: "اناشدكم توجيه سلطات بلدكم الى منع التدخل ووقف ارسال دفعات مسلحة الى بلدنا وتمويلها".