تراجع مخزون المياه في السدود المغربية الى نحو نصف طاقتها الاستيعابية بفعل شح الامطار الذي عرفه المغرب طيلة الموسم الماضي. وبلغت الكمية المعبأة نحو 7.4 بليون متر مكعب أي ما يمثل 53 في المئة من سعة السدود، مقابل 77 في المئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وقال بلاغ لوزارة الاشغال ان كمية المياه العذبة المتوافرة في السدود تقل بنحو 79 في المئة عن مخزون 1998 نتيجة تراجع حجم التساقطات وقلة ذوبان الثلوج في سفوح الجبال، لكن الوضع لا يدعو الى القلق خصوصاً بالنسبة لمياه الشرب التي تبلغ احتياطاتها نحو 2.4 بليون متر مكعب ويتم تعبئتها بشكل طبيعي. ويختلف عجز المياه من منطقة الى اخرى، لكن معظم الجهات وخصوصاً في الوسط والجنوب تواجه قلة في الموارد المائية الموجهة لأغراض الري والزراعة بسبب التقلص الواضح في امطار الربيع وارتفاع درجة الحرارة التي رافقها هوب رياح شرقية حارقة. وتلعب السدود دوراً مهماً في التقليل من مضاعفات أزمة المياه بفعل اختزانها للموارد المتدفقة من الجبال والشلالات. وتسمح تلك السدود وعددها نحو 90 سداً بتخزين نحو 15 بليون متر مكعب من المياه السطحية التي تستخدم نسبة 85 في المئة منها في المجالات الزراعية. وكان المغرب رصد الشهر الماضي مساعدات طارئة للمزارعين قيمتها 3.5 بليون درهم 360 مليون دولار لمعالجة الصعوبات التي تواجه البادية والأرياف نتيجة الجفاف وقلة منسوب المياه، تتوزع كالتالي: - 332 مليون درهم لتزويد المناطق التي تعاني من نقص مياه الشرب. - 1890 مليون درهم لفتح ورشات العمل في المناطق المتضررة من الجفاف تضاف اليها اعتمادات اخرى لبرنامج الانعاش الوطني بقيمة 300 مليون درهم. - 300 مليون درهم لحماية وإغاثة الماشية وتوفير الأعلاف في المناطق المتضررة. - 650 مليون درهم لإعفاء صغار المزارعين من الديون المستحقة لفائدة الصندوق الوطني للقرض الزراعي. وكان الانتاج الزراعي تراجع 40 في المئة خلال الموسم الحالي نتيجة الجفاف، ولم يسجل المغرب سوى انتاجاً ضعيفاً في محاصيل الحبوب والاقطان بلغ 35.6 مليون قنطار مقابل 93 مليون عام 1996. وقال وزير الزراعة والتنمية القروية الحبيب المالكي ان أهم الزراعات التي تأثرت بالظروف المناخية تشمل الحبوب والاقطان التي بلغ انتاجها 57 في المئة مقارنة بالموسم السابق، والقمح الصلب 48 في المئة والشعير 73 في المئة، بينما زادت صادرات البواكر 33 في المئة، وحافظت الزراعات السكرية والخضروات والاشجار المثمرة على انتاجها السابق. وقال الوزير المغربي انه من المرتقب انتاج بليون لتر من الحليب و350 ألف طن من اللحوم الحمراء و230 ألف طن من اللحوم البيضاء. ونتيجة الجفاف يتوقع مركز الظرفية الاقتصادية في الدار البيضاء ان يتراجع النمو الاقتصادي بنهاية سنة 1999 الى نحو 0.5 في المئة، بعد ان حقق الأداء الاقتصادي نمواً بلغ العام الماضي 6.7 في المئة. وينتظر المغرب عودة الامطار في الخريف المقبل. وتشكل التساقطات قاعدة الانتاج الزراعي الذي يمثل في المتوسط نحو 17 في المئة من اجمالي الناتج.