طهران - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - دشن أنصار الرئيس الايراني محمد خاتمي مبكراً معركة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 18 شباط فبراير المقبل، ويتوقع ان تشهد مواجهة ساخنة مع المحافظين الذين يهيمنون على مجلس الشورى البرلمان. واحتشد مئات في طهران وسط دعوات الى تشكيل احزاب لخوض المنافسة الانتخابية، فيما نقلت صحيفة "كيهان" عن مصادر مطلعة ان محكمة الثورة أصدرت احكاماً باعدام "عدد من المحرضين" على الاضطرابات. في الوقت ذاته أعلن وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري ان نتائج التحقيق في الاضطرابات التي عرفت ب"ثورة الطلاب" ستنشر الأسبوع المقبل. ونفى اعتقال عناصر من الشرطة على رغم تأكيد قائدها قبل أيام توقيف مئة منهم للاشتباه في تورطهم بدهم مساكن طلاب في جامعة طهران. ونظم أنصار خاتمي تجمعاً في طهران أمس من أجل "وضع اسس استراتيجية مشتركة" تمهيداً للانتخابات. وشاركت أبرز الشخصيات والحركات والأحزاب السياسية القريبة الى رئيس الدولة في التجمع الأول من نوعه الذي يعقد قبل ستة شهور من عملية الاقتراع، والقى خلاله وزير الداخلية كلمة. ونظم حزب العمل الاسلامي، وهو من أهم الاحزاب التي تدعم خاتمي، التجمع بمناسبة انعقاد مؤتمره الأول، وشارك حوالى أربعمئة مندوب جاؤوا من عشرة أقاليم من أصل 28 اقليماً ايرانياً، واعطى الحضور غير المتوقع لعدد من نواب الأقلية "الرئاسية" في مجلس الشورى، التجمع طابع المهرجان الانتخابي، كما حضر حجة الاسلام مجيد أنصاري زعيم الاصلاحيين في المجلس، وهو شخصية قريبة الى خاتمي. تشكيل أحزاب وجاء في كلمة وزير الداخلية ان التجمع "خطوة أولى نحو تشريع الاحزاب وإرساء مؤسساتها في ايران". ودعا "كل القوى السياسية الى التجمع ضمن أحزاب وتشكيلات يرخص لها، وذات اطار محدد، على غرار حزب العمل الاسلامي". واعتبر ان الاحزاب السياسية "باتت ضرورة في مجتمع على هذا المقدار من التنوع، وعلينا ان نتعلم كيف نتقبل بعضنا بعضاً ولن يتم ذلك الا من خلال أحزاب منظمة"، مشيراً الى ان حكومة خاتمي "تعتزم تأمين الظروف المواتية من أجل السماح بأوسع مشاركة ممكنة في الانتخابات". وزاد: "الحكومة تعتبر ان على الذين تقبلوا النظام وبرنامجه السياسي والدستور ان يترشحوا للانتخابات التشريعية"، في اشارة الى اعتماد البرلمان قانوناً مثيراً للجدل الاربعاء، في شأن الاختيار المسبق للمرشحين. وتابع موسوي لاري: "يمكن أياً كان ان يترشح للانتخابات الا إذا أُثبتت عدم أهليته على نحو لا يقبل الجدل والشعب وحده سيكون الحكم" في الاقتراع. ويتهم أنصار خاتمي المحافظين بالعمل لاستبعاد عدد كبير من المرشحين الاصلاحيين، من خلال نظام الاختيار المسبق للمرشحين. وأُعلن امس ان جماعة قريبة الى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، نالت ترخيصاً من وزارة الداخلية لممارسة نشاطها كحزب سياسي. الاضطرابات الى ذلك، أكد وزير الداخلية ان نتائج التحقيق في الاضطرابات، التي أدت الى مقتل ثلاثة اشخاص واعتقال 1400 خلال تموز يوليو الماضي، ستنشر الاسبوع المقبل. وقال عبدالواحد موسوي لاري لوكالة "فرانس برس" ان النتائج ستقدم أولاً الى خاتمي ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وأوضح الوزير ان ملفات حوالى مئة شرطي متهمين ب"التورط مباشرة" في مهاجمة الطلاب في الثامن من تموز، في أهم مدينة جامعية في طهران "احيلت على القضاء لمحاكمتهم ومعاقبتهم". لكنه نفى اعتقال أي من رجال الشرطة اثر الاضطرابات التي استمرت ستة أيام وكانت الأكثر خطورة منذ قيام الثورة في ايران عام 1979. ورداً على سؤال على هامش التجمع في العاصمة الايرانية امس، قال موسوي لاري ان السلطات تعرفت الى "رجال الشرطة الذين "شاركوا في الهجمات وقدمنا ملفاتهم الى القضاء". وكان قائد الشرطة الجنرال هدايات لطفيان أكد اعتقال حوالى مئة من عناصرها.