قالت أوساط سياسية عدة في تأكيدات متطابقة ل "الحياة" ان أنصار الرئيس سيد محمد خاتمي سيعلنون تشكيل حزب سياسي موالٍ للرئيس قريباً يطلق عليه اسم حزب "جبهة المشاركة" وأوضحت ان برنامج الحزب الجديد سيرتكز على العناوين الرئيسية في توجهات خاتمي في الحكم، في محاولة للالتفاف على الحلف الجديد للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وأنصاره من حزب "كوادر بناء إيران" مع اليمين المحافظ، والعمل على تأطير القاعدة الشعبية العريضة التي تؤيد خاتمي. وشددت هذه الأوساط على أن أنصار خاتمي بدأوا يهيئون لاكتساح انتخابات المجالس المحلية والفوز في انتخاباتها المقررة بعد أربعة أشهر، مما ينذر بمواجهات سياسية حامية في المرحلة المقبلة. وأعلن وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري أمس ان مليون مرشح سيخوضون المنافسة على مئتي ألف مقعد في عضوية المجالس المحلية في أنحاء البلاد. وكان موسوي لاري أعلن أول من أمس ان هذه الانتخابات ستجرى في الفترة بين 26 شباط فبراير و3 آذار مارس من العام المقبل. وستُمنح هذه المجالس صلاحيات واسعة في تسيير الشؤون المحلية في المجالات الادارية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وسيمنح المحافظ سلطات تسمح له بتعيين ضباط الشرطة ومسؤولي الأمن. وستناط بهذه المجالس مهمة انتخاب رؤساء البلديات، علماً أن هؤلاء معينون حالياً. وستفصل المجالس المحلية عن المجالس البلدية، إذ أن للبلديات صلاحيات تنفيذية محددة وفي مناطق محددة، بينما ستكون المجالس المحلية أشبه بهيئات سلطة فيديرالية. وقال مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الادارية محمد باقريان إن البلاد ستدشن عهد "اللامركزية الحقيقية"، وستوسع صلاحيات المحافظ وستعطى المجالس المحلية صلاحيات التخطيط والمراقبة. وعلى رغم الأهمية التاريخية والعملية لدخول ايران مرحلة اللامركزية خصوصاً في ظل تعدد القوميات في البلاد، فإن الأبعاد السياسية لهذه الانتخابات ستحتل الحيّز الأكبر من الاهتمام في ايران. لكن نائب وزير الداخلية للشؤون السياسية مصطفى تاج زادة أكد ان المجلس الدستوري لن يُمنح هذه الصلاحية في انتخابات المجالس المحلية. وينسجم هذا الموقف مع الخطة السياسية المرحلية التي سيتبعها أنصار خاتمي إذ أنهم سيعلنون تأسيس حزب سياسي في غضون أسابيع قليلة. ويطلقون عليه اسم "جبهة المشاركة". وستكون اللجان الانتخابية التي ساهمت في فوز خاتمي بالرئاسة العام الماضي محور القاعدة التنظيمية لهذا الحزب. ويخطط مؤسسو الحزب ليجعلوا منه الحزب السياسي الأول في البلاد، وبدأوا يستعدون لانتخابات المجالس المحلية وهم يبدون على ثقة من أنهم سيحققون "فوزاً كاسحاً". ويزيد من أهمية هذه الانتخابات أنها تلي انتخابات "مجلس خبراء القيادة" التي حقق فيها التيار المحافظ فوزاً ساحقاً. وأيد أنصار رفسنجاني معظم المرشحين المحافظين في هذه الانتخابات وحرصوا على الاحتفاظ بمسافة عن الراديكاليين الاصلاحيين الموالين لخاتمي ما ينذر بمواجهة سياسية حامية خلال الأشهر المقبلة.