اتهم المحافظون الايرانيونالولاياتالمتحدة بإثارة الاضطرابات ودعم المتظاهرين والمعارضة. واتهم رضا خاتمي، نائب وزير الصحة، شقيق الرئيس محمد خاتمي المتشددين بافتعال الأزمة للتخلص من الاصلاحات و"استعادة السلطة التي فقدوها" من خلال "اطاحة خاتمي". أكد وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري امس الجمعة على منع التظاهرات، فيما تمركزت مجموعات من الميليشيا الرسمية باسيج بأسلحتها الاوتوماتيكية عند مفارق الطرق في طهران، وأعلن عن اعتقال مسؤولين عن الاضطرابات التي حصلت خلال الأيام الماضية. واتهم آية الله حسن طاهري خرم آبادي في خطبة الجمعة في جامعة طهران، حيث خاطب آلاف المصلين الولاياتالمتحدة ودولاً اجنبية اخرى "باثارة وتأجيج" الاضطرابات الاخيرة في ايران. وقال خرم آبادي: "رأيتم كيف اثار اعداؤنا الخارجيون خصوصاً الولاياتالمتحدة الاضطرابات". واكد ان اميركا "لا تسمح بنظام اسلامي متين ومستقر في العالم". وأوضح ان واشنطن "بتحريضها مثيري الاضطرابات تريد افهام الدول الاخرى ان عليها الا تقيم علاقات جيدة مع ايران". واضاف رجل الدين القريب الى مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي "كانوا يعتقدون ان النظام سيسقط باحراق مصارف ومهاجمة مساجد". شقيق خاتمي من جهته، ندد رضا خاتمي نائب وزير الصحة شقيق الرئيس محمد خاتمي في مقابلة نشرتها صحيفة "لا ستامبا" الايطالية أمس الجمعة بما وصفه "محاولة لاطاحة الحكومة". وقال ان "خصوم خاتمي وخصوم الاصلاحات يسعون بكل السبل الى التخلص من الاصلاحات واستعادة السلطة التي فقدوها". واضاف ان "خصوم الرئيس خاتمي والمجموعات المؤيدة لهم اقتحموا المسرح بهدف معلن هو الحيلولة دون التجديد. هناك مشروع يشبه المحاولة الانقلابية المناهضة للاصلاح ومحاولة اطاحة كل شيء بدءا بخاتمي". وأوضح شقيق الرئيس الايراني ان "الهجوم على الطلاب في طهران كان عملية منسقة تهدف الى دفن الاصلاحيين". واكد ان خصوم الرئيس "يريدون تجميد الاصلاحات خصوصا تلك المتعلقة بالمؤسسات السياسية والمجتمع المدني". وشدد رضا خاتمي على ضرورة "استمرار الطلاب في مطالبهم ولكن في اطار الشرعية" وقال ان "الاحتجاج الطلابي يجب الا يكون خارج السيطرة لأنه سيكون من السهل جداً في هذه الحال استغلاله لضرب الاصلاحات". منع التظاهر واعلن وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري أمس انه لن يسمح باي تظاهرة خلال الايام المقبلة. وفي مقابلة مع التلفزيون الايراني رد موسوي لاري على سؤال عن احتمال تنظيم تظاهرة طلابية "الى الآن لم يصدر اي طلب ولن يكون هناك اي اذن". ورجحت مصادر طلابية ان يحصل اليوم تجمع للدفاع عن مطالب الطلاب وفي مقدمها اقالة رئيس الشرطة وتسليم جثث ضحايا الصدامات الأخيرة. ومن جهة اخرى جرت صلاة الجمعة التي يؤمها كل اسبوع آلاف المصلين في المدينة الجامعية في طهران وسط اجراءات امنية مشددة. وشوهد عدد كبير من فرق مكافحة الشغب ورجال الشرطة وحراس الثورة منتشرين في الحي الجامعي وسط المدينة التي شهدت صدامات عنيفة بين الطلاب وقوات الامن بداية الاسبوع الجاري. وتمركزت مجموعات من الميليشيات الرسمية باسيج المسلحة عند مفترق الطرق في وسط المدينة. وحمل المصلون لافتات كتب عليها شعارات ولاء الى مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وهو اعلى مسؤول في البلاد جاء فيها "سنتدخل بمجرد ادنى اشارة من المرشد" او "نحن نطيع المرشد". وحضر الصلاة في الصف الاول عدد من رجال الدين المحافظين مثل النائب الاول لرئيس مجلس الشورى والممثل الشخصي للمرشد لدى حراس الثورة آية الله محمد علي موحدي كرماني. واعلنت احدى حركات المعارضة في باريس ان السلطات اعتقلت قبل يومين احد مسؤولي اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية في ايران محمد رضا كسراي، والمتحدث باسم حزب الشعب الايراني خسرو سيف. وجاء في بيان صدر عن مكتب الرئيس الايراني الأسبق ابو الحسن بني صدر في باريس ان عمليتي الاعتقال كانتا في اطار "مئات الاعتقالات بين الطلاب وناشطي حزب الشعب الايراني". وأورد البيان اسماء بهرام نامازي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ومهران مير عبد الباقي كاشاني احد الناشطين في شبيبة الحزب وسافاري فار عضو الحزب في منطقة كرمنشاه غرب ايران. واشار البيان الى انه تعذر التاكد من "مكان احتجاز هؤلاء المعتقلين او السلطات المسؤولة عن ذلك". يشار الى ان احد مسؤولي حزب الشعب الايراني، داريوش فوروهار قتل مع زوجته في الثاني والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي في طهران. وكان ممثل للمعارضة الايرانية في بروكسيل اعلن قبل يومين ان عددا من قادة حزب الشعب الايراني بينهم خسرو سيف اعتقلوا. واشار مكتب بني صدر من جهة اخرى الى نداء مشترك الى الطلاب لمواصلة التظاهرات "ضد نظام الاستبداد" وقعه عباس امير انتظام، وهو وزير سابق في حكومة مهدي بازركان احد اقطاب المعارضة الاسلامية - توفي في 1995 وحشمة الله طبرزادي احد زعماء المعارضة الطلابية ورئيس تحرير صحيفة "هوية كيش" هويتنا.