قال مسؤول في منظمة الوحدة الافريقية ل"الحياة" في أديس ابابا أن وفداً يمثل الأمين العام للمنظمة سالم احمد سالم غادر أديس ابابا امس الى الجزائر، التي تترأس الدورة الحالية للمنظمة، وذلك للاجتماع مع لجنة الخبراء المؤلفة من ممثلين عن المنظمة والامم المتحدة والولايات المتحدة لحل الأزمة الحدودية بين أديس ابابا واسمرا بالطرق السلمية. وأفاد المصدر ان زيارة الوفد تهدف الى مناقشة التوضيحات التي طالبت بها اثيوبيا رئيس الدولة الحالية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في شأن بعض بنود الخطة الافريقية التي عرضتها اللجنة على اسمرا وأديس ابابا منتصف الاسبوع الماضي. يذكر ان اثيوبيا أعلنت موافقتها على الاقتراحات الافريقية منذ نشوب الأزمة في آيار مايو الماضي التي تنص على انسحاب القوات الاريترية من المناطق المتنازع عليها وتصر على تنفيذ نقاط الخطة الافريقية قبل البحث في أي مفاوضات محتملة مع اريتريا في شأن الحدود وترسيمها. وعلى رغم جهود المنظمة الافريقية وترحيب الطرفين للعمل معها لحل الأزمة بينهما سلماً، تتواصل الحشود العسكرية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين في شكل ملفت، ما يدل على اصرار الجانبين على حسم خلافاتهما الحدودية عسكرياً. من جهة أخرى، ما زالت الصحف الرسمية والمستقلة الاثيوبية تنتقد بشدة حكومة اسمرا وتشكك في نيات الرئيس الاريتري اساياس افورقي تنفيذ اقتراحات السلام الافريقية التي أعلن الاسبوع الماضي موافقته عليها. من جهة اخرى، قال الرئيس أفورقي في مقابلة اجراها مع شبكة "انترنت أميركية" ان اثيوبيا تعرقل الجهود السلمية التي تبذلها منظمة الوحدة الافريقية لحل النزاع الاريتري - الاثيوبي. واشار الى عدم موافقة اثيوبيا حتى الآن على الترتيبات الفنية التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية، موضحاً "ان الاقتراح الذي وضع بصورة متأنية وشاملة لا يعطي الفرصة لاثيوبيا المناورة والتضليل". وذكر أن "الوضع سينكشف قريباً وسيظهر ما إذا كان قادة اثيوبيا ينوون تأخير العملية السلمية بحجة التوضيحات التي تقدموا بها". وأوضح "ان اريتريا أصبحت هدفاً لعدوان النظام الاثيوبي، ولنا الرغبة العالية لإنهاء هذه الحرب غير المجدية والعودة الى سلام وتنمية دائمين، ولولا تعمد النظام الاثيوبي تصعيد النزاع الى أعلى مراحله لتمكنا من حله منذ البداية بأيسر السبل".