طهران، انقرة - أ ف ب - دعا وزير الخارجية الايراني كمال خرازي تركيا امس الخميس الى "الاعتراف بمسؤوليتها" عن الغارة الجوية التي شنها طيرانها في تموز يوليو الماضي على الاراضي الايرانية و"دفع تعويضات" في هذا الشأن. وقال خرازي الى اذاعة طهران: "نأمل في ان تعترف السلطات التركية بمسؤولياتها وتوافق على دفع تعويضات" عن الخسائر التي نجمت عن هذه الغارة. واضاف ان المسؤولين الاتراك "اقنعوا الايرانيين بان هذه الغارة ودخول جنديين تركيين الاراضي الايرانية بطريقة غير مشروعة، تم بالخطأ". واوضح ان "فريق الفنيين الاتراك الذي زار ايران بعد هذه الغارة اقر بان بعض المناطق من اراضيها تعرض لاعتداء". واكد ان "حوادث مماثلة وقعت منذ عامين ووافقت تركيا على تحمل مسؤوليتها ودفعت تعويضات". ويذكر ان اللجنة الامنية الايرانية - التركية العليا تعقد اجتماعات في انقرة منذ الثلثاء لمناقشة الحوادث على الحدود بين البلدين. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن نائب وزير الداخلية الايراني غلام حسين بولانديان الذي يرأس وفد بلاده في المفاوضات، ان الجانبين توصلا الى اتفاق مبدئي حول التعاون في مجال الامن بعدما أزالا "نقاط الالتباس". وكان يفترض ان تختتم اللجنة مساء اول من امس، اجتماعاً استمر يومين بابرام سلسلة من الاتفاقات. الا ان مصدرا في وزارة الداخلية التركية قال ان المحادثات مددت لتسوية الخلافات. وذكرت وسائل الاعلام التركية ان ايران رفضت طلبات تركيا المتعلقة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد ضد انقرة منذ 1984، نافية وجود معسكرات لتدريب مقاتليه على اراضيها. وقالت شبكة "ان تي في" التلفزيونية التركية الخاصة ان انقرة ترفض دفع تعويضات عن خسائر تؤكد طهران انها ناجمة عن الغارة الجوية التركية في تموز يوليو الماضي والتي اسفرت عن قتل خمسة اشخاص وجرح عشرة آخرين في منطقة بيرانشهر شمال غربي ايران على الحدود مع العراق. وتؤكد تركيا ان طائراتها قصفت العراق وليس ايران. وكانت طهران افرجت الاثنين الماضي عن جنديين تركيين تحتجزهما منذ اسبوعين، في مبادرة لتهدئة التوتر بين البلدين. واعلن حزب العمال الكردستاني اخيرا انه سينسحب من تركيا اعتبارا من الاول من ايلول سبتمبر المقبل، مما اثار تكهنات باحتمال تراجعه الى العراق او ايران.