وجه 24 من كبار قادة "الحرس الثوري" رسالة الى الرئيس الايراني محمد خاتمي تحذره من ان صبرهم ينفد، وحمّلوا سياسته الاصلاحية مسؤولية الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها البلاد. في غضون ذلك، صعّدت طهران لهجتها مع انقره، ولوحت مجدداً "برد مناسب" على "شن الطائرات التركية غارة" على احدى المناطق شمال غربي ايران، على رغم نفي انقره الغارة. وشهدت تركيا حملة اعلامية على "النظام الايراني الذي يصدر مشاكله الداخلية الى الخارج، في محاولة لالهاء الرأي العام"، في اشارة الى الاضطرابات الاخيرة، في حين طالب البرلمان الايراني الجيش بردع "الاعتداءات التركية". ووافقت طهران على تفعيل لجان امنية مشتركة للبحث في اتهام انقره مقاتلي حزب العمال الكردستاني باستخدام الاراضي الايرانية منطلقاً لنشاطاتهم ضد تركيا. وتزامن ذلك مع استمرار تفاعلات الاضطرابات التي شهدتها ايران اخيراً. وكان مقرراً ان يلتقي وفد طالبي اعضاء مجلس الامن القومي الاعلى في الجمهورية الاسلامية، فيما اعترف احد قادة الطلاب بأن بين المعتقلين المشاركين في الاحتجاجات عناصر غير طالبية راجع ص7. واصدرت لجنة العلاقات السياسية في مجلس الشورى البرلمان الايراني بياناً شديد اللهجة امس دان "القصف الجوي التركي" على شمال غربي ايران، واعتبر ان ما حدث يمثل "اساءة الى حسن الجوار وانتهاكاً للسيادة" الايرانية. واكدت اللجنة ان "عدم الرد في شكل مناسب، يشجع انقره على التمادي في اعتداءاتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لايران". وطالبت الجيش الايراني ب"التصدي الحازم لكل من يحاول انتهاك الاجواء الايرانية"، داعية الجهات المعنية في البلاد الى تقويم الوضع على الحدود مع تركيا. وفي بادرة بدت استعراضاً للقوة، حلقت طائرات من دون طيار ايرانية الصنع في مهمات استطلاعية. ونفى وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك اوغلو في شكل قاطع "ادعاء" طهران ان مقاتلات تركية قصفت قرية بيرانشهر شمالي غربي ايران. وأكد ان بلاده تتابع موقف ايران الذي يسمح لعناصر من حزب العمال الكردستاني باللجوء الى اراضيها. لكن انقره انتهزت الفرصة لاقناع طهران بضرورة تشكيل لجان امنية مشتركة للبحث في قضية "وجود عناصر حزب العمال داخل الاراضي الايرانية". واستدعي السفير الايراني في انقره الى وزارة الدفاع التركية والتقى شاكماك اوغلو الذي اعلن بعد اللقاء موافقة الجانب الايراني على الاقتراح. ونقلت صحيفة "حريت" عن مصادر في وزارة الخارجية التركية ان "المزاعم الايرانية في شأن القصف" هي "حيلة من طهران لتحويل الانتباه بعيداً عن الاضطرابات" التي شهدتها ايران الاسبوع الماضي. وتابعت الصحيفة التركية موجهة حديثها الى رجال الدين في طهران: "ايها الملالي عودوا الى رشدكم".