شهدت العلاقات الهندية - الباكستانية تصعيدا جديدا بعدما اعلنت نيودلهي انها اسقطت طائرة استطلاع باكستانية، ما اسفر عن مقتل 16 من ركابها. كما اتهمت الهند الاستخبارات الباكستانية بالتورط في أعمال تخريبية في ولاية آسام. نيودلهي، كراتشي - دبا، رويترز - قالت وزارة الدفاع في نيودلهي إن سلاح الجو الهندي أسقط امس الثلثاء طائرة استطلاع باكستانية قرب الحدود المشتركة بين البلدين، وأسفر الحادث عن مقتل ستة عشر شخصا كانوا على متنها. وقالت الوزارة إن الطائرة كانت قد اخترقت المجال الجوي الهندي. إلا أن ناطقاً عسكرياً باكستانياً قال إن الطائرة سقطت في الاراضي الباكستانية. وقال المسؤولون الباكستانيون إن الطائرة، وهي فرنسية الصنع من طراز أطلنتيك، كانت في مهمة استطلاع في إقليم السند الجنوبي عندما سقطت قرب بادين في منطقة الحدود. وأفاد المسؤولون الباكستانيون ان من بين ضحايا الطائرة خمسة من ضباط البحرية. شبكة جواسيس الى ذلك قالت الشرطة الهندية امس انها اكتشفت تورط الاستخبارات الباكستانية في 24 خطة على الاقل للتخريب في الهند بعدما ألقت القبض على شبكة تجسس في ولاية اسام شمال شرقي البلاد. واضافت انها ضبطت ساعة يد يمكنها ارسال اشارات بالشيفرة وجهازاً رقمياً مع اربعة "مساعدي ضباط ميدانيين" تابعين لجهاز الاستخبارات الداخلي الباكستاني في مطلع الاسبوع الماضي، ما أدى الى التوصل الى عملية تجسس كبيرة. وابلغ جي. ام. سريفاستافا المفتش العام لعمليات الشرطة في الولاية الصحافيين ان اثنين من العناصر الاربعة الذين ألقي القبض عليهما هما من بين اكثر العناصر المطلوب القبض عليها في الهند نظراً الى اشتراكهما في سلسلة من تفجيرات القنابل التي هزّت بومباي في آذار مارس 1993. وتمت عملية الاعتقال في مدينة غواهاتي المدينة الاكبر في ولاية اسام الغنية بالشاي والنفط. وقالت الشرطة ان اثنين من المعتقلين باكستانيان، جاؤوا الى دكا من كراتشي ثم عبروا الى اسام بطريقة غير مشروعة عن طريق الحدود مع بنغلادش. وقال سريفاستافا ان كراسة مذكرات ضبطت مع العناصر المقبوض عليها تضمنت لائحة بالعمليات تحتوي على تعليمات من كبار ضباط جهاز الاستخبارات الباكستانية. ومضى قائلاً: "كانت هناك قائمة لاكثر من ستين شخصاً بأرقام هواتفهم في الهند وبلدان في الشرق الأوسط والولايات المتحدةوباكستان، مخزّنة في ذاكرة ساعة اليد. كما يمكن ارسال اشارات مشفّرة من خلال الساعة". وقال سريفاستافا ان جهاز الاستخبارات الباكستانية كان يستخدم الجبهة المتحدة لتحرير اسام الانفصالية لاثارة التمرد. واضاف: "كان هدفهم تدريب الشباب المسلمين من الولاية واقامة دولة اسلامية تضم اسام واجزاء من المنطقة". وقال: "استخدمت الجبهة المتحدة لتحرير اسام مع جماعات متشددة معينة لاثارة قلاقل واسعة النطاق بما فيها تدمير خطوط انابيب النفط ومعامل التكرير وخطوط السكك الحديد والطرق". وكانت سلسلة من انفجارات القنابل قام بها انفصاليون ضربت خطوط المواصلات في ولاية اسام في الاسابيع الاخيرة. وألحق انفجار قنبلة اضراراً بالطريق السريع في منطقة نالباري في الولاية مساء اول من امس. وتتهم الهنداسلام اباد على وجه الخصوص بتدريب انفصاليين في كشمير المتنازع عليها التي دخل البلدان بسببها في حربين. وتنفي باكستان التي دخلت في ثلاث حروب مع الهند منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 اتهامات نيودلهي المتكررة بانها تسلح وتدرّب المتمردين في الهند. واعتقلت شرطة اسام 27 شخصاً من المتشددين الاسلاميين في خلال الاشهر الثلاثة الماضية. وقالت ان بعضهم اعضاء في جماعات تساندها باكستان وتقاتل الحكم الهندي في كشمير. من جهة اخرى اعلنت وزارة الخارجية الباكستانية امس طرد احد اعضاء السفارة الهندية في اسلام اباد متهم بالقيام ب"نشاطات لا تتوافق مع منصبه الرسمي". وجاء هذا القرار بعد ساعات من اسقاط القوات الهندية طائرة تابعة للبحرية الباكستانية. وافاد بيان الخارجية الباكستانية ان العامل في السفارة الهندية مدان موهان جتلي، اعتبر شخصاً غير مرغوب فيه وطُلب منه مغادرة باكستان قبل 17 الشهر الجاري. واستدعي ديبلوماسي هندي رفيع المستوى الى وزارة الخارجية الباكستانية لابلاغه بطرد جتلي.