يكتفي المسؤولون الأردنيون بالاشارة الى ترحيبهم السابق بفوز ايهود باراك وهزيمة خصمه بنيامين نتانياهو لدى سؤالهم عن الموقف الأردني من تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي اعلنت اول من امس، منتظرين زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي المتوقعة في نهاية الاسبوع المقبل. وتأمل عمان بأن تباشر الحكومة الاسرائيلية الجديدة بتنفيذ اتفاق واي ريفر مع الفلسطينيين، لتؤكد الانطباع السائد في المنطقة بامكان احياء عملية السلام التي تعثرت في سنوات حكم نتانياهو، خصوصاً ان العاهل الأردني الراحل الملك حسين بذل جهداً كبيراً في سبيل التوصل الى الاتفاق بينما كان يصارع مرض السرطان الذي لم يمهله طويلاً. ويحذر المسؤولون الاردنيون من "تسابق المسارات" ويطالبون بانطلاق عملية السلام بشمولية وصولاً الى تحقيق الأهداف التي قامت من اجلها. واذا كان السوريون واللبنانيون يعلنون تلازم "المسارين" فان الاردنيين والفلسطينيين يدركون ضمناً تلازم مساريهما ايضاً. فعلى الرغم من التوقيع على معاهدة السلام الأردنية - الاسرائيلية في 1994 فان زهاء مليون ونصف مليون لاجئ فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية يرون ان قضيتهم معلقة ما لم يحسم حقهم في العودة. واضافة الى قضية اللاجئين، فثمة مواضيع الحدود والأمن والقدس تشكل قضايا مشتركة بين الجانبين. وفي غضون زيارة الرئيس ياسر عرفات الى عمان الشهر الماضي اتفق على تشكيل لجان فنية لدرس التعامل مع مجمل ملفات الحل النهائي. لكن ماذا سيقدم باراك بخصوص الحل النهائي، وهل سيتراجع عن لاءاته؟ يتجنب المسؤولون الأردنيون الاجابة المباشرة ويؤكدون على "الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين في سبيل الوصول الى حقهم في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، معيدين الى الأذهان تأكيد الملك عبدالله ان القضية الفلسطينية هي "لبّ" الصراع في المنطقة والذي لا ينتهي الا بحلها "حلاً عادلاً وشاملاً ترضى به الأجيال". والحال ان باراك الذي يتوقع ان يزور عمان عشية انتقاله الى الولاياتالمتحدة لن يتخلى عن اسلوبه "الصابر الصامت" في تشكيل حكومته عندما يتعامل مع مسارات السلام. ولذلك سيصطحب معه في الزيارة المتوقعة وزير خارجيته ديفيد ليفي والمنسق السياسي في مكتبه مدير الموساد السابق داني ياتوم بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسية في عمان. ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير الخارجية الاردني السيد عبدالاله الخطيب انه يأمل بأن يقود باراك عملية السلام الى نجاح. وقال الخطيب انه اتصل هاتفياً بنظيره الاسرائيلي ديفيد ليفي و"نأمل بأن تشكيل الحكومة الاسرائيلية سيبدأ مرحلة عمل جديدة لاعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح. ونأمل بأن تلبي هذه الحكومة توقعات شعوب المنطقة باعادة وإحياء عملية السلام وإيصالها الى غايتها المنشودة لتحقيق التسوية العادلة والشاملة في المنطقة".