القدس المحتلة، غزة - رويترز، أ ب، د ب أ - أكد مسؤول اسرائيلي رفيع ان مهلة ال15 شهراً التي حددها الجانبان الاسرائيلي والاميركي للتوصل الى تسوية على مسارات عملية السلام، "ضرورية للوقوف على امكان تحقيق اختراق في عملية السلام". في غضون ذلك، افادت انباء اسرائىلية ان واشنطن ستطلق مبلغ 2،1 بليون دولار الذي وعدت به تل ابيب من اجل مساعدتها على تحمل نفقات انسحابها العسكري من الضفة الغربية. كذلك افادت ان الجانبين يسعيان الى زيادة تعاونهما الاستراتيجي في اطار انشاء لجنة مشتركة. الى ذلك، قال وزير الخارجية الاسرائىلي ديفيد ليفي ان رئيس الوزراء ايهود باراك طرح على الرئيس الاميركي بيل كلينتون خلال لقائهما اربعة خطوط حمر قال ان اسرائيل لن تسمح بتجاوزها خلال مفاوضاتها مع العرب. وحدد هذه الخطوط ببقاء القدس العاصمة موحدة تحت السيادة الاسرائىلية، وعدم العودة الى حدود حرب عام 1967، وعدم السماح بوجود جيش اجنبي غرب نهر الاردن، وان يعيش معظم المستوطنين في تجمعات في الضفة وقطاع غزة تحت السيادة الاسرائيلية. وأوضح للاذاعة الاسرائيلية امس ان أي تغيير في اتفاق واي ريفر سيأتي بالتنسيق مع الفلسطينيين، في اشارة الى امكان ان يطلب باراك من الرئيس ياسر عرفات تنفيذ الشق الثالث من الانسحاب العسكري الاسرائيلي من الضفة وفق اتفاق "واي" بالتزامن مع مفاوضات المرحلة النهائية. اما على الجبهة السورية، فقال ليفي ان الوقت حان كي تقوم دمشق بتحرك ابعد من مجرد اصدار اشارات الى انها تريد استئناف المفاوضات مع اسرائيل. واضاف: "ان الاشارات الايجابية جيدة، لكن اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة بات من الضروري فيها عقد لقاءات واتصالات". ولم ينف ليفي انباء افادت ان باراك سيعمل على سحب قواته من جنوبلبنان بغض النظر عن التوصل الى اتفاق مع سورية، وقال: "يجب ان ننسحب من لبنان ... وآمل ان يتم ذلك عبر اتفاق". وتوقع امكان التوصل الى سلام مع سورية قبل مهلة ال15 شهراً التي حددها باراك وكلينتون. ورفض الانتقادات التي افادت بان تحديد مهلة سيشجع العرب على رفض اي صفقة على امل اجبار اسرائيل على تنازلات اللحظة الاخيرة، وقال: "اذا حددنا هذا الهدف، فهذا يظهر ان اسرائيل لا تسعى الى المماطلة وتتوقع من الاطراف الاخرى بذل مجهود في مسعى لتسوية النزاع". المهلة وفي سياق الحديث عن مهلة، قال داني ياتوم، أحد كبار مساعدي باراك، ان رئيس الوزراء والرئيس الاميركي يعتقدان بامكان التوصل الى سلام مع سورية والفلسطينيين قبل الانتخابات الاميركية عام الفين. واوضح للاذاعة الاسرائيلية من نيويورك ان الجانبين يعتقدان ان "هذه المدة ضرورية لكي تتضح كيفية سير عملية السلام ... واذا كان بالامكان التوصل الى اختراق. وارجو ان يتم التوصل الى اختراق". وزاد: "اننا نتحدث عن قضايا معقدة جداً جداً ومشاكل صعبة على الساحتين الفلسطينية والسورية". وفي هذا الاطار، قال باراك للاذاعة الاسرائيلية انه يعتقد بأن "الاشهر ال15 المقبلة ستكون اختباراً لامكان تحقيق انطلاقة في العملية السلمية". واضاف لشبكة التلفزة الاميركية ان بي سي ان إسرائيل "ملتزمة تنفيذ قراري مجلس الامن 242 و338"، وأن القدس ستبقى إلى الأبد عاصمة إسرائيل الموحدة. وعن دور مسؤولي وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه في المنطقة، أوضح باراك انه في حال تجدد علاقات الثقة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني فإنه لا يرى أي حاجة لعملها في المنطقة. مساعدات اميركية من جهة اخرى، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان كلينتون وعد باراك باطلاق مبلغ 2،1 بليون دولار الذي تعهدت واشنطن باعطائه لرئيس الوزراء الاسرائىلي السابق بنيامين نتانياهو واوقفته بسبب تجميد تنفيذ اتفاق واي ريفر. وستستخدم اسرائيل هذا المبلغ في شق طرق التفافية للمستوطنات التي ستخضع للسيادة الفلسطينية، اضافة الى تغطية التكاليف الامنية التي ستنجم عن عملية الانسحاب. وكتبت صحيفة "هآرتس" امس استنادا الى بيان اميركي - اسرائيلي يجري صوغه حاليا بهدف نشره بعد لقاء باراك - كلينتون اليوم، ان الجانبين سيسعيان الى زيادة تعاونهما الاستراتيجي. لجنة مشتركة واضافت ان كلينتون وباراك اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة على مستوى عال لاطلاع الزعيمين على التطورات بشكل منتظم. وستدرس اللجنة متطلبات اسرائيل الامنية والبحث في سبل ضمان زيادة قوة الردع الاسرائيلي من خلال تزويد الدولة العبرية بالتكنولوجيا المتطورة وانظمة الاسلحة. وسيكون للجنة تفويض واسع للبحث في التخطيط الاستراتيجي المشترك بشكل "اعلى من اي لجنة ثنائية مشابهة قائمة حالياً".