السيد المحرر، أبعث برسالتي هذه بعد ان قرأت مقال ملامح بعنوان: فيروز، زياد وهاملت، الذي نشر بتاريخ 25 حزيران يونيو 1999. من حبي لفيروز وتاريخها مع الرحابنة شعرت بنوع من الاستفزاز، أرى ان التجارب الثلاث الاخيرة لفيروز مع ابنها زياد فيها نوع من خلق اسلوب جديد ورؤية جديدة للأغنية العربية الحالية، هذا اذا كان باستطاعتنا تسمية كل هذه الفوضى والضجيج الحاصل الآن اغنية عربية. العصر الذهبي للأغنية العربية على وشك الانتهاء بعد رحيل بعض العناصر الأساسية ولكن توجد عناصر كثيرة من الاجيال التي جاءت بعد عصر فيروز الذهبي تستطيع تكملة الطريق مع بعض التغييرات. وما يحاول زياد الرحباني قوله من خلال صوت امه فيروز وتاريخها اننا يجب ان نُغير ونضيف ونحذف لنستطيع الاستمرار وايضاً الحفاظ على التراث …. أغاني الرحابنة، وفيروز تحديداً، كانت دائماً محل جدل وأعمال زياد ايضاً، وكما غنت فيروز "يا شويش الكراكون" و"يام التنورة الصفرا" و"هالسيارة مش عم تمشي" ستغني ايضاً "ضاق خلقي يا صبي" و"مبارح عالوصلة مفتشلي اغراضي"، و"كان غير شكل الصابون" و"البلكون" وستظل ايضاً كل الأغاني الكلاسيكية القديمة للحاضر والمستقبل. ولكن النظرة للمستقبل يجب ان تظل بالتغيير والمواكبة والانفراد والمزج بين كل العناصر لنخرج من الاطر المحيطة بثقافتنا العربية ولنظهر في المستوى العالمي كما فعلوا كل الذين أسسوا العصر الذهبي. يجب ان نغير ونستمر، ان نستمر على نفس الجذور ولا أعني ظاهرة الأغاني المتطورة تكنولوجياً فقط …. الذي تُغنيه فيروز الآن لا يقل عن الذي تغنت به في الماضي ولكن مع اختلاف الزمن والمضامين. سامي التميمي