انتهى الجزء الأول من محاكمة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني بعد ان وجهت المحكمة اتهاماتها له، وتلخصت في نقطتين وهما انه رئيس منظمة سياسية محظورة تسعى الى تجزئة الدولة، وانه المسؤول عن مئات العمليات الارهابية التي أدت بحياة آلاف العسكريين والمدنيين … وطالب الادعاء العام باعدام أوجلان. واعطت المحكمة فريق الدفاع لتحضير نفسه للدفاع عن أوجلان. وسيحاول المحامون ان يضعوا المحاكمة والقضية ضد أوجلان في اطار اكثر شمولية الا وهو النظام التركي وموقفه من القضية الكردية في تركيا. ان إلقاء القبض على زعيم اكبر منظمة سياسية في الشرق الأوسط هو حدث كبير بذاته. وهو تأكيد على قوة وفعالية الديبلوماسية والمخابراتية التركية. فمنذ خروج اوجلان من سورية، لم يستطع ايجاد مأوى آمن له في البلاد الاوروبية. … اظهرت احداث الأشهر الماضية قدرة حزب العمال الكردستاني على تحويل محاكمة أوجلان لصالحها، اذ ركزت وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان واعضاء في البرلمان الأوروبي والكونغرس على حقوق الانسان في تركيا وطالبت هذه المؤسسات بمحاكمة عادلة ضمن القوانين المرعية في الدول الغربية ومطابقة لتشريعات الأممالمتحدة في هذا المجال. وزادت شعبية زعيم حزب العمال الكردستاني بين اكراد الشرق الاوسط بعد القاء القبض عليه، واصبح رمزاً للقضية الكردية …. ونظرة الى التأريخ الحديث للأكراد يعتبر اوجلان الشخصية الكردية الثانية الذي تصل شعبيته خارج الحدود الجغرافية لنشاطه السياسي. وكانت الشخصية الاولى هو ملا مصطفى البارزاني - زعيم اكراد العراق. ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني رحمه الله. ان قتل اوجلان لن يحل القضية الكردية في تركيا، اذ شنقت الحكومة الشيخ سعيد بيران في عام 1925 بعد قيادته للثورة الكردية، آنذاك. واستمرت القضية الى الوقت الحاضر. فهناك اتفاق عام داخل تركيا وخارجها على ضرورة حل القضية الكردية حلاً سلمياً. فهل يستطيع حكماء تركيا الاستفادة من أوجلان لانقاذ الوطن التركي؟ تامبا - صلاح عزيز الرئيس السابق لبرنامج الدراسات الكردية في جامعة فلوريدا.