أعلنت موسكو حلّ خلافاتها مع حلف شمال الأطلسي في شأن دور الجنود الروس وأماكن انتشارهم في كوسوفو. وجاء ذلك نتيجة محادثات أجراها وفد من الحلف في موسكو. وفي الوقت نفسه، أكدت رئيسة المفوضية العليا لشؤون اللاجين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاتا التي زارت كوسوفو ان المفوضية تعمل على طمأنة الصرب والغجر الراغبين في البقاء في الاقليم. وصلت رئيسة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاتا أمس الاثنين إلى بريشتينا في بداية زيارة لكوسوفو، هي الأولى من نوعها منذ استأنفت المفوضية عملياتها فيه قبل ثلاثة أسابيع. وأعلنت اوغاتا ان زيارتها التي تستغرق يومين تشمل جولة في بعض مناطق الاقليم لتقويم متطلبات الاغاثة المحلية، إضافة إلى تفقد العائلات الصربية التي لجأت إلى دير تابع للكنيسة الارثوذكسية الصربية في مدينة بريزرين. وأفادت اوغاتا أن المفوضية "تعمل على التأكيد للصرب والغجر في كوسوفو أنهم سيكونون في أمان إذا اختاروا البقاء في الاقليم". وكانت رئيسة المفوضية العليا في مقدمة قافلة من سبع حافلات أقلت 200 لاجئ من ألبان كوسوفو من مخيم ستينكوفاتس في مقدونيا إلى ديارهم في الاقليم، وخاطبتهم قائلة: "انني سعيدة جداً لأنني أصحبكم في رحلة العودة". وتوقعت اوغاتا "انتهاء أزمة اللاجئين قريباً على الرغم من المصاعب المتمثلة في مشاكل الأمن والألغام". ومعلوم ان مفوضية اللاجئين كانت اصدرت نداء عاجلاً يوم الجمعة الماضي للحصول على تبرعات، مشيرة إلى أنه لم يتبق لديها من المال "سوى ما يكفي لتغطية نفقاتها لأسبوعين فقط". الجنود الروس ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أنه "لم تعد هناك أي عراقيل تعترض انتشار القوات الروسية في كوسوفو للمشاركة في عملية حفظ السلام" في الاقليم. وأضاف بيان للوزارة انه نتيجة اجتماعات عقدها الجانبان الروسي والأطلسي "كانت ايجابية وتسمح بمشاركة روسية مثمرة وفاعلة في قوات حفظ السلام في كوسوفو". وكان وفد من حلف شمال الأطلسي أجرى محادثات في موسكو في شأن الخلافات بين الجانبين بخصوص تولي قيادة الجنود الروس وأماكن تمركزهم. وأدت حال الجمود التي وصلت إليها العلاقات بين الجانبين إلى اغلاق مطار بريشتينا بوجه الرحلات العادية للطائرات العسكرية وأخرت نشر 3600 من الجنود الروس في كوسوفو. وظل المطار مغلقاً أمس في انتظار استكمال تفاصيل الانتشار الروسي. ومن جهة أخرى، أكدت السفارة الأميركية في موسكو أمس معلومات نشرتها الصحافة الأميركية عن طرد الكولونيل بيت هوفمان، وهو أحد الملحقين العسكريين الأميركيين في موسكو. وجاء ذلك الأسبوع الماضي قبل انتهاء فترة اقامة الملحق المحددة بسنتين، لكنها لم تقدم أي توضيحات في هذا الصدد. وكانت الولاياتالمتحدة طردت في الربيع الماضي عميلاً سرياً روسياً كان يعمل في البعثة الروسية لدى الأممالمتحدة، وهو ما وفر الاعتقاد بأن طرد هوفمان "يمكن أن يكون رداً على ذلك". ضحايا المجازر على صعيد آخر، حضر مئات الأشخاص أمس في قرية بيلاتسركفا في كوسوفو للمشاركة في مراسيم دفن جثث 65 شخصاً من السكان الألبان الذين جرى اتهام القوات الصربية بقتلهم. وكانت الجثث سلمت إلى ذويها بعد تحقيقات أجراها عليها فريق من الخبراء البريطانيين.