منعت القوات الروسية محاولات بريطانية وفرنسية من دخول مطار عاصمة اقليم كوسوفو، برشتينا، واستخدامه مقراً رئيسياً لقيادة الحلف في الاقليم. وشوهد الاف المدنيين الصرب يغادرون جنوب كوسوفو، مؤكدين انهم يهربون من الالبان المسلحين. واختلط الهاربون على متن الجرارات الزراعية بقوافل الاطلسي. وفيما اتخذت الوحدات البريطانية والفرنسية مواقع لها داخل برشتينا دخلت وحدة مدرعة المانية مدينة بريزرين جنوب الاقليم. وأفاد قائد قوات الحلف الاطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك "ان عمليات نشر القوات في كوسوفو تجري بشكل جيد للغاية". ووصف في تصريح أدلى به في برشتينا امس النزاع مع القوات الروسية حول التمركز في المطار بأنه "خلاف سياسي وليس عسكرياً ولن يكون له تأثير في عملية نشر القوات في الاقليم". واحكمت القوات الروسية امس سيطرتها على مطار برشتينا اذ صدت محاولتين، احداهما بريطانيا والأخرى فرنسية، لاجتياز الحواجز التي وضعتها في مداخل المطار. وفشلت أمس مفاوضات اجراها قادة طلائع المظليين البريطانيين في اقناع الكتيبة الروسية بترك المنطقة، لكن الوضع ليس خطيراً اذ يتجنب الطرفان المواجهة المسلحة ويريدان ترك الأمر لجهات عليا. وكان الجنود البريطانيون شاركوا القوات الصربية المنسحبة من كوسوفو الإقامة في ثكناتها العسكرية في اليومين الماضيين. يذكر ان المدة المتفق عليها لانسحاب القوات الصربية واليوغوسلافية هي 11 يوماً تنتهي في 20 الجاري. وذكرت مصادر الحلف الاطلسي في مقدونيا ان القوات الالمانية التي دخلت امس مدينة بريزرين كانت انطلقت من البانيا بصحبة 40 دبابة، وانها لم تواجه عراقيل في الطريق 25 كيلومتراً بين الحدود والمدينة "لكنها سارت ببطء شديد لإزالة الشراك الخداعية والألغام التي زرعتها القوات الصربية"، وتعتبر بريزرين ثالث مدينة كبيرة في كوسوفو بعد العاصمة برشتينا ومدينة بيتش في الغرب. وفي الوقت ذاته تولت وحدات اميركية وايطالية انطلقت من مقدونيا فتح الطريق التي تربط الحدود المقدونية مع بريزرين "وهي ايضاً لم تواجه مشاكل في تحركها سواء مع القوات الصربية أو جيش تحرير كوسوفو". وحسب المصادر الاطلسية فإن عدد الجنود الاطلسيين اصبح امس في كوسوفو حوالى عشرة آلاف بعد دخول ألف و200 جندي الماني وحوالى ألفي جندي اميركي وايطالي الى الاقليم، وسيستقر العدد النهائي في حدود 50 ألف جندي. وعلى صعيد الوضع الانساني غادر أمس نحو 200 لاجئ مخيمات في مقدونيا الى ديارهم في كوسوفو من دون موافقة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. وكانت المفوضية دعت اللاجئين الى عدم العودة الى ديارهم ريثما يتم توفير المتطلبات الأمنية والانسانية والأمور الضرورية لهم في كوسوفو. ووصلت الى ضواحي برشتينا امس قافلة مساعدات انسانية خاصة بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لإغاثة النازحين الألبان هناك. وكانت القافلة غادرت مقدونيا وضمت 40 عربة بينها 32 شاحنة نقلت 250 طناً من المواد الغذائية والمساعدات الاخرى. وذكرت مصادر المفوضية انه ستتم اعادة موظفي الوكالات الانسانية الدولية الى كوسوفو بعدما كانوا غادروها عشية بدء الغارات الاطلسية في 24 آذار مارس الماضي.