شنت القوات الصربية حملة عسكرية على مدينة بودويفو في كوسوفو واعتقلت العشرات من سكانها الألبان انتقاماً لمقتل رجل أمن صربي في المدينة. وتزامن ذلك مع زيارة قامت بها المفوضة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاتا الى الاقليم حيث بحثت معاناة السكان الألبان الذين تعرضوا لهجمات القوات الصربية. وفي الوقت نفسه بحث قائد حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك في بلغراد مع رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي الجنرال دراغوليوب اودنيتش، المسائل الأمنية الخاصة بسلامة المراقبين الدوليين. وذكرت اذاعة بلغراد ان المحادثات "تناولت الالتزامات المتعلقة بالوضع في كوسوفو". وأفادت بعثة المراقبين الدوليين في كوسوفو في بيان نشرته أمس الثلثاء ان "التوتر أصبح شديداً جداً خصوصاً في مدينة بودويفو 35 كيلومتراً شمال بريشتينا والقرى المحيطة بها التي تحاصرها أعداد كبيرة من القوات الصربية". وأبدى رئيس بعثة المراقبين ويليام ووكر استغرابه ازاء "استخدام السلطات الصربية الدبابات والمصفحات لمطاردة المطلوبين واعتقالهم". وتفقدت المفوضة السامية لشؤون اللاجئين ساداكو اوغاتا بلدية ماليشيفو ومناطق أخرى أصابها دمار كبير نتيجة تعرضها لهجمات القوات الصربية. وأعلنت ان الأممالمتحدة "ستبذل ما في وسعها لاسعاف السكان وتصليح البيوت وتوفير المستلزمات المطلوبة لعمل المدارس والمؤسسات الطبية". ونقلت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس عن اوغاتا قولها "ان السكان يخشون العودة الى ديارهم بسبب وجود القوات الصربية فيها". وتعهدت اوغاتا في زيارتها للاقليم وهي الثالثة من نوعها، بتقديم مساعدات كبيرة "لتحسين أوضاع السكان الذين دمرت منازلهم وفقدوا ممتلكاتهم وأصبح يعيش 40 شخصاً أو أكثر منهم في منزل واحد". وأعربت عن قلقها الشديد ازاء تصاعد التوتر في كوسوفو وأكدت مخاوفها من عودة المعارك في وقت قريب "اذا لم يتم التوصل الى تسوية سلمية لأزمة الاقليم"