علمت "الحياة" أن اتصالات تجرى حالياً بين الحكومة السودانية والمعارضة الشمالية في القاهرة عبر وسيط سوداني لإقناع قيادات المعارضة بفتح حوار ثنائي مباشر مع رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي، على غرار لقاء جنيف الذي ضم الترابي ورئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي اوائل شهر ايار مايو الماضي. والتقى الوسيط السوداني وهو الدكتور كامل الطيب ادريس، الذي رتّب لقاء جنيف مساء اول من امس الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي فاروق ابو عيسى والقياديين في الحزب الشيوعي السوداني التيجاني الطيب والشفيع خضر والمعارضين عبدون أجاو وعبدالرحمن سعيد، فيما وافق رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني على لقائه اليوم وقيادات حزب الامة. ويرافق الدكتور ادريس الذي يشغل منصب مدير الوكالة الدولية للملكية الفكرية في زيارته الى القاهرة نائب مدير مؤسسة الارصاد الدولية فاتح أحمد حسن. والتقى الاثنان قبيل قدومهما في الخرطوم الدكتور الترابي، حيث تم الاتفاق على استئناف وساطتهما لإقناع قيادات المعارضة بفكرة جنيف وبأن الحوار الثنائي يمكن ان يمهد الطريق لحل المشكلة السودانية. وقال ابو عيسى ل"الحياة": "ابلغت الوسيط السوداني اننا نؤيد الحل السلمي بوصفه أحد خيارات التجمع الثلاثة الانتفاضة - العمل العسكري - الحل السلمي وان اي لقاء مع النظام السوداني يجب ان يتم في اطار التجمع الوطني وليس لقاءات ثنائية". واشترط قبيل حدوث اي لقاءات ان تتخذ الحكومة خطوات لإثبات حسن النيات وخلق الاجواء الملائمة ومن ذلك إلغاء كل مواد الدستور المقيدة للحريات وقانون النظام العام والامن القومي والقوانين المقيدة للصحافة واطلاق سراح المعتقلين. وتابع "أما الاتفاق على مكان وزمان اجتماعات المعارضة والحكومة فيأتي كخطوة لاحقة وعبر وسطاء يوافق عليهم الجانبان، والتجمع يرى ان مصر هي المكان الانسب لعقد هذا الاجتماع". وعلمت "الحياة" ان الوسيط السوداني التقى أمس مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان السفير فؤاد يوسف، وبحثا في نتائج الاتصالات المصرية لتحقيق الوفاق السوداني. في غضون ذلك، لاحت بوادر إرجاء اجتماعات هيئة القيادة للمعارضة السودانية التي كان مقرراً عقدها اليوم في القاهرة، وقالت مصادر في المعارضة السودانية ل"الحياة" إن الإرجاء سيكون لفترة وجيزة بانتظار استكمال الاتصالات مع المسؤولين المصريين للاتفاق على ترتيبات عقد الاجتماع. كما أدى مرض الميرغني الى ارجاء اجتماع للجنة الخماسية المعنية بإجراء الاتصالات والتنسيق مع مصر كان مقرراً امس بمشاركة رئيس التجمع وزعيم حزب الامة الصادق المهدي والناطق باسم التجمع فاروق ابو عيسى والحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس مؤتمر البجا الامين شنقراي. وكان شنقراي وصل الى القاهرة امس للمشاركة في اجتماعات المعارضة السودانية، فيما ابلغ رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق رئيس التجمع انه لن يتمكن من الوجود في القاهرة في الفترة الحالية وانه كلّف ثلاثة من معاونيه هم ياسر عرمان وباجان أموم ونيان دينغ بالنيابة عنه في اجتماعات القاهرة. وذكرت مصادر في الحركة الشعبية ل"الحياة" أن الدكتور قرنق سيزور مصر في اوائل النصف الثاني من الشهر الجاري بدلاً من اليوم بسبب متابعته لمسرح العمليات العسكرية في جنوب السودان والإعداد لمحادثات الحركة والحكومة السودانية في اطار "الإيغاد". وكانت المعارضة السودانية في اجتماعات أسمرا حددت يوم الخامس من الشهر الجاري لاجتماعاتها في القاهرة ويوم الثامن من الشهر نفسه لاجتماعات طرابلس التي سيتم إرجاء موعدها نتيجة لإرجاء اجتماعات القاهرة.