فيما تواصل الولاياتالمتحدة ضرباتها الجوية على المواقع الحوثية بهدف شل قدرة الميليشيا على تهديد الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية، قامت قبائل يمنية بشن هجوم نوعي ضد نقاط تفتيش تابعة للحوثيين في محافظة عمران، ما أسفر عن تحرير المختطفين الذين كانوا في قبضة الميليشيا. هذه العملية تعتبر مؤشرًا على تراجع قبضة الحوثيين وتصاعد الغضب الشعبي تجاههم في آخر التطورات، شنت الولاياتالمتحدة 4 غارات على مواقع للحوثيين في جزيرة كمران غرب الحديدة، أمس الأحد، فيما استهدفت غارات أخرى مركز قيادة في شارع الخمسين بالحديدة، وأيضًا مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء. وفي وقت سابق، اعترفت جماعة الحوثي بمقتل وإصابة العشرات من عناصرها إثر قصف أمريكي استهدف تجمعًا لهم في محافظة الحديدة الأسبوع الماضي. كما أعلنت الجماعة في بيان لها مقتل وإصابة ستة أشخاص في قصف أمريكي آخر استهدف محافظة صعدة، معقل الحوثيين الرئيسي في شمال اليمن، بعد منتصف ليل السبت. ومنذ 15 مارس الماضي، استهدفت الغارات الأمريكية مواقع ميليشيا الحوثي في المناطق التي تسيطر عليها، في خطوة تهدف إلى تقليص قدرة الحوثيين على استهداف السفن التجارية والحربية، وضمان حرية حركة التجارة العالمية. وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شون بارنيل، فإن الحوثيين استهدفوا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة والسفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023. في خطوة مفاجئة ومؤثرة، شن رجال من قبائل الجوف هجومًا على نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في محافظة عمران، وذلك بهدف تحرير أبنائهم المختطفين من قبل الميليشيا. كانت ميليشيا الحوثي قد اختطفت عددًا من أبناء قبائل الجوف بعد مقتل أحد القادة الحوثيين، مما أدى إلى تصاعد الغضب في أوساط القبائل، ووفقًا لمصادر محلية، استهدف المسلحون القبليون نقطة التفتيش الواقعة في شمال مديرية حرف سفيان، وتمكنوا من تطويق النقطة والسيطرة عليها. كما نجحوا في تحرير المختطفين، وهو ما يمثل ضربة معنوية كبيرة للحوثيين في المنطقة. ويعكس هذا الهجوم تصاعد الوعي القبلي وإصرار القبائل على الدفاع عن حقوقها وحماية أبنائها من بطش الميليشيا الحوثية. تأتي هذه العملية في وقت حرج بالنسبة للحوثيين، الذين باتوا يشعرون بتهديد متزايد من الانتفاضات القبلية في المناطق التي يسيطرون عليها. وهذه الانتفاضات تكشف عن رفض القبائل اليمنية المتزايد للهيمنة الحوثية. في وقت يستمر فيه الحوثيون في محاولاتهم للترهيب والضغط على السكان المحليين للبقاء تحت سيطرتهم. العملية الأخيرة تؤكد أن القبائل أصبحت أكثر استعدادًا لتقديم التضحيات اللازمة من أجل تحرير أراضيها وحماية أبنائها.