اجرى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف محادثات مع الرئيس بيل كلينتون اعتبرت "مصيرية بالنسبة الى مستقبله السياسي" سعى من خلالها الى اقناع الاميركيين بتغيير موقفهم والتدخل لمساندة بلاده في ازمتها مع الهند. ولكن رفض رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي دعوة وجهها اليه كلينتون للحضور الى البيت الابيض، بددت الآمال في ايجاد مخرج مشرف لاسلام آباد، خصوصاً بعد نجاح نيودلهي في استعادة مرتفعات تايغر هيلز الاستراتيجية من مقاتلين كشميريين سيطروا عليها بعدما تسللوا من باكستان، حسب الادعاءات الهندية. اسلام آباد، نيودلهي، واشنطن - أ ف ب، رويترز- التقي رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف امس الاحد الرئيس الاميركي بيل كلينتون في مهمة حاسمة تتزامن مع اعلان الهند عن تقدم عسكري كبير في كشمير، فيما اعتبر البيت الابيض ان الوضع في هذه المنطقة "خطير". ورأى محللون في اسلام اباد ان تعاطف الشعب الباكستاني مع المسلمين الانفصاليين الذين يقاتلون الجيش الهندي يجعل تحرك شريف لدى البيت الابيض "مصيرياً بالنسبة الى مستقبله كرئيس للوزراء". وتزامن لقاء كلينتون وشريف مع اعلان الهند عن "انتصار حاسم" في كشمير بعدما استعاد جيشها قسماً من مرتفعات استراتيجية كان يسيطر عليها مقاتلون تقول نيودلهي انهم تسللوا من باكستان بدعم من الجيش الباكستاني. وافاد الخبير السياسي الباكستاني ام. نيازي ان "رئيس الوزراء الباكستاني توجه الى واشنطن على امل اقناع الولاياتالمتحدة بالتدخل، لكن صعوبة تسوية المشكلة ستجعل كلينتون يمارس ضغوطا على باكستان للتوصل الى حل". وقال: "في هذه الحال سيكون الخيار الوحيد امام شريف هو قبول مطالب الهند واصدار اوامر بانسحاب كل القوات من كشمير، ما سينعكس بشكل مأسوي على الوضع الداخلي في باكستان"، في اشارة الى ردود الفعل الشعبية على "التخلي" عن "مقاتلي الحرية المسلمين" في كشمير. واعتبر نيازي انه "من الممكن تجنب هذا السيناريو المأسوي في حال القى الرئيس الاميركي بكل ثقله لاقناع الهند بالجلوس على طاولة المفاوضات وهو ما سيعتبر نجاحاً لمهمة شريف". لكن محللين اشاروا الى حذر البيت الابيض الذي اعلن ان اللقاء يتم "بطلب" من باكستان وان واشنطن "غير راغبة في التورط" في النزاع. فاجباىي يعتذر واكتفى الناطق باسم البيت الابيض بالقول ان "الرئيس كلينتون سيرى ما اذا كان بوسعه القيام بأي شيء لكي يكون مفيداً"، فيما رفض رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي تلبية دعوة من الرئيس الاميركي لزيارة واشنطن. وقال الناطق باسم الخارجية الهندية راميندر سينغ جسال في مؤتمر صحافي امس ان كلينتون وفاجبايي تحادثا هاتفياً مساء اول من امس و"اعتذر رئيس وزرائنا عن عدم التجاوب مع طلب الرئيس الاميركي الذي دعاه للنظر في امكان القيام بزيارة الى واشنطن في موعد قريب وابلغه بزيارة شريف لواشنطن". واجاب فاجبايي ان ذلك "لن يكون ممكناً في الوقت الحاضر". وكانت الولاياتالمتحدة دعت مرات عدة منذ اندلاع الازمة قبل سبعة اسابيع الى انسحاب القوات التي تدعمها باكستان من الشطر الهندي من كشمير. وصوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الخميس الماضي على قرار في هذا الصدد واعلن رئيسها ان "على العالم ان يقف الى جانب الهند في مسالة التوغل في كشمير". انتصار هندي وفي غضون ذلك، اعلن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز امس ان القوات الهندية استعادت السيطرة على مرتفعات تايغر هيلز الاستراتيجية في كشمير بعد معارك طاحنة مع المسلحين المسلمين. واوضح ضابط كبير بعد ذلك ان الامر يعد انتصاراً "حاسماً" للهند اذ اصبحت الطريق التي تمر عبرها الامدادات للقوات الهندية التي تحارب في كشمير، في منأى عن نيران المسلحين المسلمين. وحسب الوزير الهندي فإن المعارك كانت لا تزال محتدمة امس، مشيراً الى ان قواته تواصل هجومها لاستعادة السيطرة على مرتفعات اخرى في هذه المنطقة الاستراتيجية. كوريا - باكستان على صعيد آخر، نشرت صحيفة "هندوستان تايمز" امس ان السلطات الهندية صادرت سفينة كورية شمالية كانت في طريقها الى باكستان وعلى متنها عتاد يستخدم في صناعة الصواريخ وألقت القبض على طاقمها الذي لم تحدد عدده. واوضحت الصحيفة ان السفينة "كو وو سان" التي تملكها شركة "بوهونغ" الكورية الشمالية توقفت في مرفأ كاندلا الهندي حيث أفرغت شحنة من السكر نقلتها من بانكوك. واعلن قائد السفينة انه كان في طريقه الى مالطا لنقل شحنة من قطع الغيار يبلغ وزنها 177 طناً. وذكرت الصحيفة ان السلطات الهندية التي تأكدت ان العتاد الذي صادرته كان مخصصاً للبرنامج النووي الباكستاني اعلنت ان "السفينة تنقل اجهزة ميكانيكية دقيقة تدخل في صناعة الصواريخ، اضافة الى آلات لتصنيع رؤوس الصواريخ". وصودرت ايضاً ثلاث آلات الكترونية للوزن ومعدات متطورة يمكن ان تستخدم في صناعة الصواريخ.