بحث الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس في الاسكندرية في الجدول الزمني لتطبيق اتفاق "واي ريفر" المتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. وفيما اعلن مبارك ان التطبيق سيتأخر اسبوعين أو ثلاثة اسابيع شدد باراك على دور الولاياتالمتحدة في تأمين مظلة سياسية وافية وصولاً الى حل في المنطقة. دعا الرئيس حسني مبارك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى التحلي بالمرونة، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك "تعهد تنفيذ اتفاق واي ريفر خلال اسبوعين". وفيما اكد باراك انه ملتزم تطبيق اتفاق "واي"، اضاف انه "اقترح بعض الافكار عن الشكل والجدول الزمني للتطبيق"، مشيرا الى انه لن يدخل هذه التعديلات "الا اذا توصلنا الى اتفاق مع الرئيس ياسر عرفات حولها". وقال باراك خلال مؤتمر صحافي مع مبارك في ختام جلستي محادثات بينهما الاولى ثنائية والثانية موسعة في قصر رأس التين في الاسكندرية امس: "علينا نحن كقادة ان نتحلى بالمسؤولية. واذا اخترنا طريقا مليئة بالعقبات بدلا من الطريق الرئيسية، لن يكون في امكاننا ان نتساءل بعد ذلك عن سبب الارتجاجات. اذا اخترنا طريقا مليئة بالعقبات فسنعاني الارتجاجات واذا اخترنا طريقا جيدة فسيكون في امكاننا التقدم من دون هذه الارتجاجات". وقال مبارك من جهته ان باراك لم يكن ينوي تعديل الاتفاقات. واضاف: "نستطيع القول ان اتفاقات واي ستطبق وربما يكون هناك تأخير لاسبوعين او ثلاثة ... هذه ليست مشكلة"، مؤكداً انه بحث مع باراك، "الجدول الزمني لتطبيق اتفاقات واي" من دون اي ايضاحات اخرى. وتدخل باراك مكرراً التزامه العمل على توفير الامن والسلام لشعوب المنطقة، لكنه تحدث عن صعوبة حل مشاكل استمرت لسنوات في شهر او اثنين. وعن الدور الاميركي والروسي في عملية السلام، قال باراك أن للادارة الاميركية دوراً رئيسياً، لافتاً الى ان معظم ما تم حتى الآن تم بإشراف الحكومة الاميركية، و"لا اعتقد ان من الممكن ان يتم تجاهل هذا الدور". وتابع: "نريد من الاميركيين ان يكونوا اصحاب قدرة على توفير المناخ الملائم للمفاوضات والا يكونوا بدلاء عن عرفات في المفاوضات مع اسرائيل ... واشنطن ستوفر المظلة السياسية والامنية للوصول في نهاية المطاف الى حل آمن وهذا ما يجب ان يحدث". واضاف انه سيزور روسيا الاسبوع المقبل لتبادل الآراء مع الرئيس بوريس يلتسين. واضاف: "روسيا دولة قوية ومن المناسب ان نبحث ونتشاور مع مسؤوليها في عملية السلام لانها تستطيع القيام بدور في هذا الشأن"، مشيراً الى حرصه على مطالبة قادة العالم العمل والمساهمة في دفع عملية السلام. وبالنسبة الى المسارين السوري واللبناني ولقاءات باراك العاهل الاردني الملك عبدالله، قال باراك: "نحن مصممون على المضي قدماً في طريق السلام من أجل أن تعيش اسرائيل آمنة وسط جيرانها، ونطرح كل الاقتراحات ونضع الاولويات ومستعدون تماماً للمضي قدماً على المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية ... فكلها مسارات نعمل من خلالها، واعتقد ان من الاهمية ان نبدأ هذا الحوار من خلال ممثلين للرئيس حافظ الاسد". وشارك في المحادثات من الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية السيد عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز، ومن الجانب الإسرائيلي وزير الخارجية ديفيد ليفي وعدد من مستشاري باراك. وتناولت المحادثات سبل دفع عملية السلام على المسارات كافة، خصوصاً على المسار الفلسطيني ونتائج الاتصالات مع واشنطن والخطوات المقبلة التي ستتخذها الحكومة الإسرائيلية.