حاولت اسرائيل، امس، التقليل من شأن الخلافات التي برزت خلال اللقاء بين الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات ورئىس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك، الا ان الجانب الفلسطيني تحدث عن "ازمة حقيقية" في الثقة بين الجانبين، معتبراً ان نتائج اللقاء جاءت "مخيبة للآمال"، وان مهلة الاسبوعين لدرس اقتراحات باراك "مضيعة للوقت" وان التعديلات تدمير لاتفاق واي ريفر. راجع ص 3 وما زاد الامر سوءاً ان تلويح باراك بورقة "التبادلية" التي رفعها سلفه بنيامين نتانياهو. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان باراك هدد الفلسطينيين ب"فتح ملفات قديمة" واتباع اسلوب "المماحكة"، بمعنى ان أي "لا" فلسطينية لطلباته تعني أن إتفاق واي ريفر سينفذ "بشق الأنفس". وكان باراك فشل في إقناع عرفات خلال لقائهما، مساء أول من أمس، بإدخال تعديلات على تنفيذ المرحلة الثالثة من إعادة الإنتشار التي نصت عليها مذكرة واي ريفر، أو تأجيله، إلا أنه نجح في تحديد مهلة الاسبوعين. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن أن النتائج "جاءت أقل من التوقعات التي كان ينتظرها الجميع"، مؤكداً تمسك الجانب الفلسطيني بتنفيذ إتفاق واي "نصاً وروحاً"، فيما قال مسؤول رفض الكشف عن اسمه ان اللقاء كان "اسوأ مما توقعنا 000 وباراك فاجأ الفلسطينيين مجدداً". وتحدث وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبدربه عن "ازمة حقيقية" بسبب سعي باراك الى التملص من تنفيذ الإتفاقات. وفي المقابل، نفى وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي امس وجود ازمة بين اسرائيل والفلسطينيين اثر لقاء باراك وعرفات. وقال للاذاعة الاسرائيلية ان "عرفات وافق على البحث في المقترحات التي قدمها باراك. وهناك وقت ميت، ولا احد يسعى الى فرض أي شيء". واضاف ان باراك "لم يطلب مراجعة اتفاق واي. وفُتح الحوار لتوضيح الخلافات" في الموقف. وحاول كل طرف الاستفادة من مهلة الاسبوعين التي اقترحها باراك وحشد التأييد الديبلوماسي لموقفه. فقد اوفد الرئيس ياسر عرفات ممثلين عنه الى الاردن ومصر لاطلاع المسؤولين على نتائج الاجتماع، فيما أُعلن انه سيتوجه شخصياً الى مصر. كذلك التقى عرفات القنصل الاميركي العام جون هربست وأطلعه بدوره على الموقف الفلسطيني المتمسك بتنفيذ إتفاق واي فوراً وبشكل كامل. كما التقى المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس، ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. اما بالنسبة الى باراك، فمن المقرر ان يلتقي الرئىس حسني مبارك في الاسكندرية اليوم قبل ان يتوجه الاثنين الى موسكو للقاء الرئيس بوريس يلتسن. كذلك التقى فيشر، ومن المقرر ان يلتقي موراتينوس. وفي هذه الاثناء، تحدث الرئيس بيل كلينتون هاتفيا مع كل من عرفات وباراك. وقال مسؤولون في البيت الابيض ان كلينتون اراد الاستماع من الزعيمين عن نتائج محادثاتهما، وعرض مساعدته لتجاوز الخلافات في شأن تطبيق اتفاق واي. وتردد ان كلينتون قد يوفد مبعوثه دنيس روس ومساعد وزيرة الخارجية مارتن انديك قبل الموعد المقرر لمهمتهما في المنطقة.