توارى امكان عقد قمة مصرية - سورية في الوقت الحالي اذ يفضل السوريون التحرك المنفرد مبتعدين عن القاهرة، بانتظار نتائج الاتصالات الاميركية مع اسرائيل لاستئناف المفاوضات المجمدة على المسار السوري منذ نحو ثلاث سنوات. ولم تتلق القاهرة موقفاً سورياً واضحاً من القمة لكن الارجاءات المتتالية لموعدها زادت من قناعة المسؤولين المصريين ان الرئيس حافظ الاسد لا يفضل انعقادها في الوقت الحالي، بعد ممانعة دمشق عقد قمة خماسية تضم مصر والاردن وفلسطين ولبنان وسورية لتنسيق المواقف السياسية في عملية السلام بعد فوز ايهود باراك برئاسة الحكومة الاسرائيلية في ايار مايو الماضي. ويبدو ان الاجواء مهيأة لقمة ثلاثية تستضيفها مصر قريباً. تضم الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ل"الحياة" ان القمة الثلاثية ليست بديلا عن الخماسية وانها تستهدف وضع رؤى مشتركة للتحرك على المسار الفلسطيني في ضوء محادثات ومواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي واتصالاته مع قادة الدول الثلاث. ورجح ديبلوماسيون اردنيون وفلسطينيون امكان عقد هذه القمة قريباً وقالوا ان "الاجواء مهيأة لانعقادها بعد الزيارة التي قام بها رئيس الديوان الملكي الاردني عبدالكريم الكباريتي ووزير خارجيته عبدالإله الخطيب الى القاهرة في الاسبوع الماضي، والرسائل المتبادلة بين القادة الثلاثة وزيارة كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات للقاهرة امس". ولفت وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في تصريحات صحافية الى ضرورة التنسيق العربي ورفض مقولة ان باراك نجح في احداث شقاق عربي، وقال: "الموقف العربي الراهن يحوي بذور ضعفه" ممتنعاً عن الخوض في التفاصيل. وتزامن الحديث عن قمة ثلاثية مع زيارة يعتزم عرفات القيام بها الى مصر بعد غد السبت. وقال مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح ل"الحياة" ان عرفات سيترأس خلال الزيارة اجتماعات اللجنة المركزية لحركة "فتح" ويلتقي وفداً من الحركة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها جورج حبش. وتضم اللجنة المركزية 21 قيادياً من بينهم ثلاثة من الخارج هم فاروق قدومي "ابو اللطف" ومحمد غنيم "ابو ماهر" ومحمد مجاهد "ابو جهاد".. اما وفد "الجبهة الشعبية" الى القاهرة فسيضم سبعة قياديين برئاسة ابو علي مصطفى - الرجل الثاني في الجبهة - ومن بينهم عبدالرحيم ملوح وماهر الطاهر. وأوضح صبيح ان اجتماعات اللجنة المركزية تتعلق بتقويم عملية السلام وتحديد الخطوات المقبلة والاستعداد لمفاوضات الوضع النهائي، اما محادثات "فتح" والجبهة الشعبية فتهدف الى تعزيز الوحدة الوطنية بعد المتغيرات الاقليمية التي تشهدها المنطقة.