استقبل الرئيس السوري حافظ الأسد أمس رئيس الديوان الملكي الأردني السيد عبدالكريم الكباريتي غداة الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك عبدالله بن الحسين مع الرئيس السوري وبحثا خلاله "في الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وسبل تفعيل التنسيق العربي بشكل يخدم المصالح العربية" حسب ما أعلن في دمشق. واطلع العاهل الأردني الرئيس السوري أيضاً على نتائج جولته الدولية ورغبة الرئيس بيل كلينتون في "تحريك المفاوضات على المسارات التفاوضية كافة". تفاصيل ص3 وجاءت زيارة الكباريتي في إطار وساطة أردنية بدأها الملك عبدالله عندما زار دمشق الشهر الماضي سعياً إلى تحقيق مصالحة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسورية. وفيما أعربت أوساط سورية عن تخوفها من أن تكون رغبة عرفات في التنسيق مع سورية نابعة فقط من قناعة بأن التركيز سيعود في الفترة المقبلة إلى المسارين السوري واللبناني، أشارت مصادر في عمّان إلى مخاوف أردنية من "تأخير" مسيرة السلام نتيجة "تسابق" المسارات. ونوهت المصادر بالتحرك "الماراثوني" للملك عبدالله الذي زار خلاله الولاياتالمتحدة ثم غزة حيث التقى الرئيس الفلسطيني وباتصاله بكل من الرئيسين المصري والسوري هاتفياً وتهنئته لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب ايهود باراك بفوزه في الانتخابات، وايفاده رئيس ديوانه إلى دمشق أمس حاملاً رسالة "مهمة". ويركز الأردن علاقاته الثنائية، إلى أن تعقد قمة عربية سواء كانت خماسية أم ثلاثية أم موسعة، مع الفلسطينيين الذين تتداخل معهم قضايا الحل النهائي، من دون أن يفرط بعلاقاته العربية الأخرى، خصوصاً مع سورية التي فتحت صفحة جديدة في العلاقات معها بعد قمة عبدالله - الأسد الشهر الماضي. إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية في دمشق إن مسألة عقد قمة عربية خماسية لاتخاذ موقف عربي موحد من قضايا التسوية السياسية مع إسرائيل ما زالت قيد التشاور وان ثمة ثلاث صيغ للقمة يجري بحثها: شاملة بحضور العراق، أو أخرى من دونه أو خماسية. ورأت هذه المصادر ان القمة لم تنضج بعد وان قمة ثنائية بين عرفات والأسد ليست واردة في المدى المنظور لعدم توافر أجواء الثقة المتبادلة بعد.