لندن، باريس - "الحياة" - أكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيفري هون أن زيارته المقبلة للشرق الأوسط تهدف إلى إظهار مدى الدعم الذي يمكن أن تقدمه بريطانيا في سبيل احراز تقدم في عملية السلام على المسارات كافة بغية التوصل إلى سلام دائم وعادل، لافتاً إلى ضرورة الاستفادة من المناخ المناسب حالياً لتحقيق ذلك. وقال هون في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس عشية جولته التي تبدأ اليوم وتشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، إن لندن تريد المساعدة على المستوى الثنائي وعلى صعيد دول الاتحاد الأوروبي للاسراع في تحقيق هذه التسوية الدائمة. وعما تردد عن عرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك أن تكون لندن مقراً لأي محادثات مقبلة بين الأطراف المعنية بعملية السلام، قال هون إنه لم يتم اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، لكنه لم يستبعد مثل هذا الاحتمال، موضحاً أن بريطانيا ستلعب أي دور مفيد يطلب منها من أجل تعزيز العملية السلمية. وأشار إلى الاستجابات الواضحة والايجابية الواردة من سورية منذ تولي باراك السلطة، مؤكداً أن ذلك يفتح المجال أمام التوصل إلى اتفاق بين سورية وإسرائيل على المسار السوري. وعلى المسار الفلسطيني، قال إنه يتعين على الأطراف نفسها ان تتوصل إلى حلول للمشاكل العالقة بينها، مشيراً إلى ان قضايا اللاجئين ووضع مدينة القدس والمستوطنات، مسائل صعبة ينبغي أن يتم حلها في إطار المفاوضات النهائية المقبلة. وعن عدم ادراج سورية في إطار هذه الجولة، ذكر هون أن ذلك ليس معناه عدم اهتمام بريطانيا بدور دمشق في عملية التسوية. وأوضح أنه التقى أخيراً وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مطار هيثرو الدولي وبحث معه في الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل دفع عملية السلام. وكانت الفكرة الرئيسية في هذا المؤتمر الصحافي، وهو الأول الذي يعقده هون، هي الاعراب عن التفاؤل في شأن آفاق عملية السلام بعد تولي باراك الحكم وتوفر المناخ المناسب حالياً في المنطقة للتوصل إلى تسوية دائمة وعادلة. ومن الواضح ان بريطانيا تريد ان توضح أنها أكثر الأطراف الأوروبية المؤهلة للقيام بالدور الرئيسي بعد أميركا، خصوصاً بعد ان اتضح ان اسبانيا أصبحت منافساً في هذا الشأن. الى ذلك، رحبت باريس أمس بالمساعي التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية خوسي ماريا اثنار عندما نقل رسائل من الرئيس حافظ الأسد الى باراك. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن غازو سوكري ان وزير الخارجية هوبير فيدرين على اتصال وثيق بالمسؤولين الاسبان وبالمبعوث الاوروبي ميغيل موراتينوس لدرس سبل تشجيع التقدم في مسيرة السلام. كذلك رحب رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون امس بمؤشرات تحريك عملية السلام خلال لقائه باراك في تل ابيب. وقال بيان لرئاسة الوزراء ان ولفنسون هنأ باراك على "مبادراته في شأن تحريك عملية السلام التي تساعد على استئناف الاستثمارات".