رحبت فرنساوبريطانيا بحرارة بقرار استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية واعتبرت لندن النبأ "طيباً للغاية ويمثل تقدماً مهماً"، فيما اكدت باريس استعدادها للمساهمة في انجاح المحادثات. وأشاد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس الخميس "بالجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة" للسماح بمعاودة مفاوضات السلام الاسرائيلية - السورية. وأوضح فيدرين في تصريح صحافي تعليقاً على اعلان الرئيس بيل كلينتون أن المفاوضات ستستأنف بين سورية واسرائيل الأسبوع المقبل "انا مسرور باعلان معاودة المفاوضات الاسبوع المقبل وأحيي الجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة لجعل ذلك ممكناً". وشدد على ان فرنسا "تبقى مستعدة للمساهمة في ابرام اتفاقات وتطبيقها لانجاز عملية السلام". وتمنى فيديرين ان "تفضي هذه المفاوضات سريعاً الى اتفاق سلام عادل ودائم"، وقال: "اظن ان ذلك ممكن. وسيسمح ذلك بتقدم مماثل على المسار اللبناني. وآمل ان يحصل الشيء ذاته في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين". وأشار الى ان فرنسا دعت خلال الزيارة التي قام بها للمنطقة في 13 تشرين الثاني نوفمبر الى "معاودة المفاوضات بين سورية واسرائيل". بريطانيا ورحب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين امس بقرار استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية. وقال هين المختص بشؤون الشرق الأوسط في مؤتمر صحافي نظمته رابطة الصحافيين الاجانب في لندن ان الرئيس السوري حافظ الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك كليهما أظهرا شجاعة وبعد نظر كبيرين باتخاذ هذا القرار. وأشار الوزير الى ان بريطانيا شجعت سورية واسرائيل على اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت. وقال ان اللورد ليفي مبعوث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زار دمشق الاسبوع الماضي على نفقته الخاصة وقد أوضح اهمية استئناف المسار السوري - الاسرائيلي من المفاوضات التي توقفت في العام 1996. وأكد هين ان الهدف الرئيسي هو ان يجلس الطرفان حول طاولة المفاوضات "وبعدها فان هناك اتفاقاً يمكن التوصل اليه". وتحدث الوزير ايضاً عن توافر الأسس اللازمة لتحقيق النجاح "ومن المهم تحقيق ذلك الأمر الذي يمثل تقدماً بالغاً في تسوية النزاع العربي - الاسرائيلي ويدعم الاستقرار في المنطقة ويساهم في التوصل الى اتفاق ايضاً بين الفلسطينيين والاسرائيليين في مفاوضات المرحلة النهائية الشائكة والصعبة". وأوضح ان هناك رغبة شاملة في تحقيق تقدم في عملية السلام وعودة قوة الدفع الى المسار السوري مع اسرائيل والذي يرتبط بشكل كبير مع المسار اللبناني. ووصف استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية في الاسبوع المقبل بأنه يمثل مؤشراً مهماً الى تحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد هين في رد على سؤال على اهمية وقف بناء المستوطنات الاسرائيلية لأن التوسع يساهم في زعزعة الاستقرار ويعرض المفاوضات للخطر ويهدد عنصر الثقة مع الفلسطينيين. ورحب بقرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تجميد بناء المستوطنات لمدة ثلاثة اشهر. ورفض بشدة القول بأن المفاوضات السورية - الاسرائيلية ستؤدي الى عرقلة مفاوضات المرحلة النهائية مع الفلسطينيين. وعن العراق قال هين انه "ليس هناك قرار نهائي حتى الآن في شأن عرض مشروع القرار الجديد حول السياسة تجاه العراق على مجلس الأمن هذا الاسبوع" لكن الوزير شدد على ضرورة عرض المشروع قريباً لأنه "لا يمكن الاستمرار في المشاورات الجارية في شأنه الى الأبد وبعد ثمانية اشهر من المفاوضات". موراتينوس وفي القدسالمحتلة، أشاد مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس الأربعاء بنبأ استئناف محادثات السلام بين اسرائيل وسورية وقال ان الاتحاد مستعد لمساعدة الاطراف في سعيها للتوصل الى اتفاق. وقال موراتينوس لوكالة "رويترز" في اتصال من قبرص: "لدينا بعض القضايا التي تمثل تحدياً على مائدة التفاوض لكنني متفائل". وأضاف: "ونحن مستعدون لأن نقدم المساعدة للأطراف متى لزم ذلك". وكان موراتينوس بين ديبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول سافروا بين سورية واسرائيل في الأشهر الاخيرة في اطار جهود بقيادة الولاياتالمتحدة لجمع اسرائيل وسورية حول مائدة المفاوضات بعد قطيعة دامت نحو اربع سنوات. وقال موراتينوس ان ايجاد صيغة لاستئناف المحادثات كان من اصعب نواحي الجهود الديبلوماسية، وهنأ باراك والرئيس السوري حافظ الأسد وكلينتون "على العمل الذي بذل لجمع الاطراف في نهاية المطاف حول طاولة التفاوض".