الخرطوم - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - مدد "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يتزعمه العقيد جون قرنق والحكومة السودانية في شكل منفصل أمس العمل باتفاق لوقف النار في جنوب السودان. وجاء تمديد الاتفاق الذي انتهى العمل به أمس، بعد اتصالات اجراها مبعوث الأممالمتحدة توم ايريك فرالسن الذي أعلن أمس في نيروبي ان الخرطوم ممدت وقف النار لثلاثة أشهر في منطقة بحر الغزال. وسبق اعلان فرالسن تأكيد الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجناح السياسي للجيش الشعبي الدكتور جون لوك في نيروبي أيضاً الموافقة على وقف العمليات العسكرية ثلاثة أشهر أخرى للمساعدة في جهود الاغاثة الانسانية في جنوب البلاد الذي يعاني المجاعة. وأوضح الناطق في بيان أن وقف النار سيستمر في منطقتي بحر الغزال وغرب اعالي النيل وسيوسع للمرة الاولى ليشمل ولاية وسط اعالي النيل. وقال "سنمدد العمل بالاتفاق من جانب واحد بسبب الوضع الانساني". وكان الجانبان وافقا على وقف العمليات العسكرية في المنطقة في تموز يوليو الماضي عندما كان الآلاف يموتون جوعاً في بحر الغزال بسبب تصاعد القتال الذي ادى الي فرار الالاف من منازلهم الامر الذي خفض الانتاج الزراعي. وتحسن الوضع منذ ذلك الحين لكن مسؤولي الاممالمتحدة حذروا من ان الآلاف سيواجهون الخطر ذاته إذا استؤنف القتال. وزاد قلق وكالات الاغاثة في نهاية الشهر الماضي إزاء احتمال تجدد اعمال العنف مع عودة كاربينو كوانين بول، الذي انشق عن "الجيش الشعبي"، إلى بحر الغزال حيث تنظيم ميليشياته. وحذر ديبلوماسيون من ان وقف النار قد ينهار بسرعة حتى لو أيده الطرفان إذا شن كاربينو غارات على مناطق خاضعة لسيطرة "الجيش الشعبي". وقال لوك ان "الجيش الشعبي" لم يتفاوض، حتى ولو في شكل غير مباشر، مع الخرطوم قبل ان يتخذ قرار تمديد وقف النار. وكان فرالسن أجرى محادثات مع مسؤولي الحكومة في الخرطوم في مطلع الاسبوع وتوجه الي نيروبي الاربعاء للاجتماع مع زعماء "الجيش الشعبي" لمحاولة تجديد الاتفاق. طرد ميليشيا من جوبا وفي تطور جديد في الجنوب أيضاً، اكدت صحيفة "الرأي العام" السودانية امس ان تنظيمي ميليشيا مواليين للحكومة تلقيا الأمر بمغادرة مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان على اثر مواجهات اندلعت بينهما. ونقلت الصحيفة عن قائد المنطقة العسكرية الاستوائية اللواء آدم موسى ان قرار الطرد اتخذ بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الاحد الماضي عندما القى رجال احد التنظيمين قنبلة يدوية على مقر التنظيم الآخر فقتلوا وجرحوا عدداً من عناصره. وينتمي التنظيمان الى "قوات الدفاع عن جنوب السودان" التي تضم سبع ميليشيات جنوبية مسلحة وقعت اتفاق سلام مع حكومة الخرطوم في نيسان ابريل 1997. ونفى اللواء موسى انباء اشارت الى سقوط ضحايا في المواجهات. وقال ان عناصر من الميليشيا اصيبوا بجروح طفيفة خلال الاشتباكات التي "تمكنت القوات الحكومية من احتوائها على الفور".