نيروبي - رويترز، ا ف ب - رحبت وكالات الاغاثة العاملة في جنوب السودان بقرار وقف النار بهدف تسهيل وصول امدادات الاغاثة الى مناطق تواجه خطر المجاعة، لكنها اعتبرت ان أثر الهدنة سيكون محدوداً، وأشارت الى أن الهدنة التي اعلنها "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق ووافقت عليها الخرطوم لا تشمل جماعات أخرى تقاتل الحكومة السودانية أو تتقاتل في ما بينها. وقالت ميشيل كينتاغلي الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في نيروبي: "من المؤكد انه سيكون لوقف النار أثر ايجابي على عمليات المعونة"، لكنها أضافت ان ذلك "لا يحل كل المشكلات التي نواجهها على الأرض الآن، والتي أثارت بعضها جماعات أخرى ليست طرفاً في وقف النار". وصدرت اعلانات من الخرطوم وقرنق عن قبول وقف النار وسريانه ابتداء من الأربعاء، لكن "الجيش الشعبي" حدد مدته بثلاثة أشهر على أن يسري فقط في اقليم بحر الغزال، في حين قالت الحكومة انها قبلت وقفاً شاملاً لاطلاق النار. ويواجه أكثر من مليوني شخص خطر المجاعة منهم أكثر من 700 ألف في اقليم بحر الغزال وفقاً لتقديرات برنامج الغذاء العالمي. ويقول موظفو اغاثة ان توفير ممرات آمنة سيسهل براً وجواً عمليات وصول الامدادات المتعثرة الآن بسبب غياب الأمن واستمرار القتال. ويسلط قرار وقف النار الأضواء على قضية الحرب والمجاعة في جنوب السودان. ويقول موظفو اغاثة ان انعدام الأمن المزمن مع نقص الأمطار تسبب في تعرض المنطقة للمجاعة. وأعلنت حكومة الرئيس عمر حسن البشير في أيار مايو الماضي تأييدها لفكرة الهدنة وانتقدت "الجيش الشعبي" لرفضه اقتراحاتها. لكن منظمة "لايفلاين سودان" التابعة للأمم المتحدة، وهي مظلة تنسق عمليات الاغاثة في البلاد، انتقدت الحكومة السودانية في وقت سابق من العام لرفضها فتح المطارات أمام عمليات وكالات الاغاثة. وكان آخر وقف للنار سرى عام 1994 لتسهيل تنظيم حملة لمكافحة شلل الأطفال. ويخوض "الجيش الشعبي" حرباً مع القوات الحكومية منذ 1983. واعتبرت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي بريندا بارتون انه "حتى لو اخذنا في الاعتبار الممرات الجديدة الممكنة فان القاء المساعدات من الطائرات على نطاق واسع سيبقى اساسياً خلال الاشهر المقبلة". يشار الى ان بدء فصل الامطار يجعل من الصعب سلوك الممرات البرية. واشار بيان صادر عن عملية الاممالمتحدة "لايف لاين - سودان" ان "أي مبادرة تحسن سلامة وأمن العمليات الانسانية تجب مساندتها"، لكنه اعتبر ان من الضروري توفر "فترة سلام طويلة". و اشارت المتحدثة باسم العملية جيليان ويلكوس الى ان أمن القوافل يمكن ان يطرح مشكلة لأن "الطرقات تمر في مناطق تنشط فيها العصابات المسلحة الخارجة عن اي سيطرة". واعتبرت منظمة "وورلد فيجن" ان وقف اطلاق النار "أتى متأخراً" لأن المجاعة تطال حالياً ليس فقط الاطفال بل البالغين ايضاً. ويقول عمال الاغاثة ان وقف اطلاق النار يتزامن مع موسم الأمطار في السودان الذي تتقلص فيه العمليات العسكرية لأن الطرق تكون غير صالحة للمرور. وقال جاكوب اكول من منظمة "وورلد فيجن" "من المناسب للغاية بالنسبة لهم الدعوة الى وقف اطلاق النار الآن، لكن بالنسبة لنا فإن من الصعب خلال هذه الفترة توصيل أي مواد غذائية. ومن المقرر أن تنتهي الهدنة عندما نستطيع استخدام الطرق ثانية".