أبدى المغرب واليمن ارتياحهما لتطابق وجهة نظرهما في شأن الموقف من عدد من القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمها ترتيبات عقد قمة عربية شاملة. قال مصدر رسمي في الرباط ان المحادثات التي اجراها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في قصر الصخيرات الساحلي مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ركزت على الاوضاع العربية والسبل المتاحة لعقد قمة عربية تبحث في الاوضاع العربية. وزاد المصدر ان اللقاء الذي تم على انفراد بين العاهل المغربي والرئيس اليمني عرض الضرورة الملحة لعقد قمة عربية تكون مدخلاً لتحقيق الوفاق العربي والعمل القومي المشترك. واشار الى ان المحادثات تناولت نتائج الاجتماعات التي اجراها الرئىس اليمني مع الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في شأن "ايجاد اليات عمل جديدة تضمن انعقاد القمة العربية بصورة دورية ومنتظمة وتحقيق التكامل العربي بما يضمن مصالح الشعوب العربية". وشددت مصادر ديبلوماسية على اهمية المحور المغاربي في الاعداد للقمة المرتقبة، ووصفت محطة الرباط بأنها حاسمة في هذا الاتجاه. وكان الرئىس اليمني قال قبل لقائه العاهل المغربي ليل الأربعاء "نعول كثيراً على الدور الذي سيقوم به أخي الملك الحسن الثاني في هذا المجال لما عهد فيه من حكمة وغيرة وحرص على مصالح امته وتحقيق اهدافها العليا". وقال المصدر ان العاهل المغربي أقام مأدبة عشاء على شرف الرئيس اليمني في حضور ولي العهد المغربي الامير سيدي محمد والامير مولاي رشيد واعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس علي عبدالله صالح واعضاء من الحكومة المغربية. واكد مسؤول يمني ان المغرب يتخذ بعداً خاصاً في جولة الرئيس اليمني التي شملت ليبيا والجزائر. وقال المستشار في السفارة اليمنية في الرباط السيد الحسين الارياني ل"الحياة" ان الرئيس اليمني يقدر في العاهل المغربي الملك الحسن الثاني "حنكته السياسية وقدرته على بذل جهود مهمة لتحقيق الاهداف المطلوبة والتوصل الى ازالة الفجوة بين البلدان العربية وايجاد الحلول للمشاكل المطروحة". وقال الارياني ان زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس اليمني الى بلدان شمال افريقيا ترمي الى رص الصفوف والاعداد لقمة عربية شاملة. وزاد ان جولة الرئيس اليمني تأتي لتوضيح ان الاعمال الجارية للاعداد للانتخابات الرئاسية في اليمن "لن تؤجل الجهود المبذولة الترتيب لعقد قمة عربية". واكد المسؤول اليمني أن المطلوب من التحركات الحالية هو التوصل الى "قمة تشمل جميع البلدان ولا تقصي أحدا"، في اشارة الى الدعوات الى قصرها على قمة موسعة في ظل الخلافات المتزايدة بين بعض بلدان الخليج. وقال ان الجولة تهدف الى حشد التأييد العربي لعقد قمة موسعة في اقرب الآجال. وعاب المسؤول اليمني على القمم العربية السابقة "عدم خروجها بقرارات حازمة". واكد ان المطلوب حالياً هو التوصل الى عقد قمة "تتخذ قرارات لفائدة كل العرب وتزيل العوائق التي تؤدي الى عدم ايجاد موقف عربي موحد". وأشار الارياني الى أن اوضاع بعض البلدان العربية التي تعيش مآسي: "ولدينا ازمة الغذاء في العراق والحصار المفروض على ليبيا فيما تتنازع بلدان اخرى على قضايا حدودية". واستبعد المسؤول اليمني امكان تصفية الاجواء العربية في غياب "قيام بعض الدول العربية بتنازلات واعتبار ان المصلحة العربية تظل هي العليا". واوضح ان هناك اجماعاً على الدعوة الى عقد قمة عربية، غير انه اضاف ان هناك "تعارضات من جانب بعض البلدان تعوق تحقيق هذا الهدف". وقال ان في متناول الدول العربية تلافي المخاطر اذا رصت صفوفها في اطار جامعة الدول العربية. الى ذلك، اجتمع وزير الخارجية المغربي السيد محمد بنعيسى مع ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني السيد عبدالقادر باجمال. وقالت المصادر ان المحادثات شملت عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك وعرضت العلاقات الثنائية والاقليمية وترتيبات القمة العربية المرتقبة اضافة الى مسار السلام العربي - الاسرائيلي. واكد رئيس الديبلوماسية اليمنية ان هناك تطابقاً كاملاً في وجهات النظر بين البلدين وان ديبلوماسية البلدين تعتمد على "الوضوح و الصراحة" ولا يشوب لغتها اي غموض، ما ساعد على التوصل الى تقارب في وجهات النظر". واكد باجمال ضرورة عقد قمة عربية شاملة وكاملة ليس فيها استثناء "لأن لا أحد يملك حق الفيتو على احد ومن حق الجميع الحضور والبحث في القضايا والمساهمة في ايجاد الحلول". واكد رفض بلاده عقد قمة استثنائية وقال "لم نفقد الامل بعد في التوصل الى عقد القمة ويجب ان تكون للقمة الياتها مثل اي عمل متحضر". وتزامن الحديث عن الوحدة العربية في محادثات المسؤولين اليمنيين مع نظرائهم المغاربة مع اثارة موضوع الصحراء الغربية حيث يجري الاعداد لاستفتاء تقرير المصير في تموز يوليو عام 2000. وتلقى المغرب بارتياح موقف اليمن "الحريصة على تأكيد دعمها الخالص لوحدة المغرب الترابية". وقال رئيس المجلس الاستشاري اليمني السيد عبدالعزيز عبدالغني في اعقاب محادثات مع نظيره المغربي الدكتور محمد جلال السعيد ان بلاده "تؤمن بأن المغرب سيظل موحداً بفضل ارادة ابنائه وتحرص على وحدة المغرب". ويضم الوفد الذي يرافق الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في جولته الحالية باجمال وعبدالغني ووزير الداخلية حسين عرب وعضو المجلس الاستشاري نائب رئيس الوزراء السابق عبدالوهاب الآنسي والأمين العام للرئاسة العقيد عبدالله البشيري. واختتم الرئيس اليمني جولته في الرباط أمس. وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية سبأ ان جولة الرئيس صالح على ليبيا والجزائر والمغرب هدفت الى "تنسيق الجهود العربية بغية عقد قمة عربية واستعادة التضامن العربي". وأعرب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن استعداده للعمل لعقد القمة شرط "ان لا تكون هناك مقاعد فارغة لأننا لا نؤمن بالاستبعاد" في اشارة الى العراق الذي استبعد من القمة الاخيرة لجامعة الدول العربية. ودعا اليمن منذ اشهر عدة الى عقد قمة عربية خصوصاً بعد الضربات الاميركية والبريطانية على العراق، والشهر الماضي بعد الغارات الاسرائيلية على لبنان. وكانت قمة عربية وحيدة عقدت بعد حرب الخليج العام 1991، واستضافتها القاهرة في حزيران يونيو 1996 لكن من دون مشاركة العراق الذي لم يدع اليها.