أكد وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى ان بلاده عازمة على فتح الحدود واقامة علاقات جديدة مع الجزائر. والتقت تصريحاته التي وصف فيها خلافات البلدين بمثابة "سحابة صيف تأتي وتذهب من حين الى آخر" مع تأكيد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى امس قيام مصر بجهد ديبلوماسي لتقريب وجهات النظر بين البلدين و"ليس وساطة". لكن موسى الذي يرافق الرئيس حسني مبارك في زيارته للرباط رفض اعلان نتائج هذا الجهد، واكتفى بالقول: "هناك روح جديدة تفيد بإنهاء نزاع الصحراء الغربية". وأضاف ان بلاده ستقدم طلباً رسمياً للانضمام الى الاتحاد المغاربي في القمة المقبلة، وان هناك ترحيباً شاملاً من العواصم المغاربية يعزز هذا الاتجاه. ولاحظ المراقبون ان اعلان هذا التطور ترافق والمحادثات التي اجراها الموفد الدولي الى الصحراء، الديبلوماسي ويليام ايغلتون مع وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف. وأذيع في الجزائر ان المحادثات تناولت تنفيذ خطة السلام التي ترعاها الاممالمتحدة في الصحراء والاقتراحات الأخيرة التي قدمها الأمين العام كوفي انان لتسريع الاستفتاء. وأوضح موسى ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اعرب خلال المحادثات التي اجراها مع الرئيس المصري أول من أمس، عن أمله في التوصل الى حل قريب لمشكل الصحراء، وعن رغبة بلاده في اقامة علاقات طيبة وايجابية مع المغرب. لكن مصادر ديبلوماسية في الرباط استبعدت مشاركة المغرب في القمة الافرىقية التي تستضيفها الجزائر الشهر المقبل، وعزت ذلك الى استمرار اعتراف المنظمة القارية ب"الجمهورية الصحراوية"، لكنها توقعت مشاركة الملك الحسن الثاني في القمة المغاربية المقبلة، في ضوء الإعداد لانضمام القاهرة الى الاتحاد المغاربي. وصرح رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي امس ان المحادثات التي اجراها العاهل المغربي والرئيس المصري شملت الأوضاع في المغرب العربي، خصوصاً في ضوء انتخاب بوتفليقة. وقال: "يبدو ان العلاقات بين المغرب والجزائر تبشر بأننا يمكن ان نتوقع تطورات في المغرب العربي". لكنه رفض التعليق على وجود وساطة مصرية في هذا السياق. واكتفى بالقول: "نحن دائماً نتفاءل خيراً بمبادرات الرئيس حسني مبارك". وأضاف: "لا استطيع تصنيفها وما يهمني هو انني اعرف نيات الرئيس مبارك والأطراف المعنية للتوجه نحو الافضل". قمة عربية وذكرت مصادر مغربية ومصرية ان البلدين اقرا خطة للتحرك، بهدف حشد التأييد لعقد قمة عربية. واوضحت ان المحادثات بين الملك الحسن الثاني والرئيس مبارك عرضت الجهود التي يجب بذلها لتذليل العقبات امام عقد القمة العربية، وأهمية عقدها في "أي وقت وأي مكان"، لكن في موعد مناسب قريب. وقال وزير الخارجية المصري ان الجهود ركزت على البحث في عقد القمة التي "أصبحت ضرورية" نظراً الى المشاكل والتفاعلات الطارئة، وأضاف ان اعاقة عقدها أمر "غير مطلوب". وأوضح اليوسفي ان المحادثات السياسية المغربية - المصرية تناولت خطوات المصالحة العربية. ونقل عن وزير الاعلام المصري السيد صفوت الشريف ان البلدين اكدا اهمية انعقاد قمة عربية، اذ ان التطورات الراهنة تفرض الحاجة الى اجتماع عربي. الى ذلك، ابرم اليوسفي ونظيره المصري الدكتور كمال الجنزوري امس اتفاقات عدة تتناول النقل الجوي والصيد البحري والزراعة والتعاون التقني في مجال النفط، اضافة الى التنسيق والتعاون في محاربة الجريمة ومذكرة تفاهم لإلغاء التأشيرات على الجوازات الديبلوماسية. ووصف مسؤولون مغاربة ومصريون اعمال اللجنة العليا المشتركة بأنها كانت ايجابية، وغادر الرئيس حسني مبارك الرباط امس في ختام زيارة استمرت يومين.