أفادت مصادر ديبلوماسية في القاهرة ان العاهل المغربي الحسن الثاني سيرسل مبعوثين مغاربة الى الدول العربية لتسليم قادتها دعوة للمشاركة في مؤتمر قمة عربية وتحديد الموعد المناسب لعقده. وأكدت تسارع الخطى لعقد قمة عربية "شاملة" يمكن أن يحضرها العراق. وأوضحت المصادر أن الرئيس حسني مبارك والعاهل المغربي شددا، خلال محادثاتهما اخيراً في الرباط، على ضرورة عقد قمة عربية، واتفقا على ضرورة الإعداد الجيد لها، وان يكون موعدها بعد فترة من تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة والوقوف على اتجاهاتها السياسية على صعيد العملية السلمية. ورجحت المصادر ان تعقد القمة في نهاية تموز يوليو أو خلال آب اغسطس في ضوء الاتصالات التي سيجريها العاهل المغربي وإزالة تحفظات بعض الدول العربية على مشاركة العراق في القمة المرتقبة. وكان الرئيس المصري خلال رحلة عودته من المغرب قال إنه غير متمسك باستضافة القمة المقبلة، في تأكيد لما ذكرته المصادر ان مبارك أبلغ الحسن الثاني دعمه الكامل لاستضافة المغرب للقمة الشاملة. ولفت الى ان عقد القمة بعد اسابيع من تشكيل حكومة ايهود باراك من شأنه ضمان مشاركة سورية التي دعت الى التأني وعدم الشروع في إجراءات عقد القمة قبيل اتضاح الاتجاهات السياسية الاسرائيلية المقبلة. وعلمت "الحياة" ان جدول اعمال القمة المقترح يتضمن أربع نقاط هي: عملية السلام في الشرق الاوسط، وقضية العراق، والجزر الإماراتية المحتلة، وتسريع اجراءات إنشاء السوق العربية المشتركة. وكانت القاهرة استضافت القمة العربية الأخيرة في حزيران يونيو 1996، وقد أكدت تلك القمة رغبة الدول العربية في التوصل الى سلام عادل وشامل. كما أن الدول العربية ردّت على موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو بالنسبة إلى عملية السلام بتجميد تطبيع العلاقات العربية - الاسرائيلية وتعليق المفاوضات متعددة الأطراف. وينتظر ان تتخذ القمة المقبلة الموقف نفسه لضمان موقف عربي موحد حيال اسرائيل، مع تأكيد أهمية إعطاء باراك مدى زمنياً لتحريك عملية السلام على مختلف المسارات. وكانت عواصم عربية، منها القاهرة، تلقت من الإدارة الأميركية إشارات عدم ارتياح إلى الاتجاه السائد لعقد قمة عربية. وردّ وزير الخارجية المصري عمرو موسى على هذه الإشارات بقوله إن "من حق الدول العربية عقد اجتماع لقادتها قمة على غرار اجتماعات التجمعات الأخرى". وينتظر ان يطرح الاميركيون على اجتماع القمة المصرية - الاميركية مطلع الشهر المقبل تحفظاتهم عن عقد القمة وما يمكن ان تتخذه من مواقف حيال اسرائيل. لكن المصادر أكدت ان عقد قمة عربية بات مسألة حتمية.