كشفت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" أن الأيام المقبلة ستشهد "الافراج عن عدد آخر من السجناء السياسيين في سورية" بموجب العفو الذي أصدره الرئيس حافظ الأسد في الأسبوع الماضي. وقالت إن العفو سيؤدي في النهاية الى الافراج عن "المئات" من السجناء السياسيين من "الاخوان المسلمين" و"رابطة العمل الشيوعي" وشيوعين ومؤيدين لأحزاب اخرى. وأوضحت المصادر ان "لجاناً خاصة تدرس ملفات عدد من السجناء للتأكد من تطابق حالتهم مع نص العفو شرط ألا يكونوا استخدموا السلاح ضد الدولة ولم يشاركوا في العمليات العسكرية" في بداية الثمانينات، مشيرة الى ان قرار الرئيس الاسد "لم يستثن، للمرة الاولى، الجرائم المرتكبة ضد أمن الدولة" على عكس ماكان يأتي في مراسيم العفو السابقة، وادى آخرها الصادر في نهاية 1995 إلى الافراج عن نحو 1500 سجين سياسي. وكان مسؤول سوري رفيع المستوى قال ل"الحياة" إن العفو شمل 225 ألفاً، منهم 500 موقفون بشكل عرفي و65568 في دعاوى تموين و127 ألفاً في دعاوى جنح و4631 في دعاوى ينظر فيها قضاة التحقيق العسكري و2253 أمام محاكم الامن الاقتصادي، اضافة الى 25 ألف دعوى فرار داخلي وخدمة العلم، علماً ان أياً من هذه الحالات لم يكن فراراً خارجياً. وأكدت المصادر أمس ان "شمول العفو جميع هؤلاء لا يعني ان كلهم في سجن أو ان قضاياهم كبيرة، ذلك ان معظم الدعاوى تمويني تناول مسائل بسيطة صدر حكم فيها من دون ان يدخل المحكومون الى السجن".