علمت "الحياة" من مصدر مطلع في باريس أن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين سيزور الجزائر يومي 29 و30 الشهر الجاري، في خطوة تكرس رغبة الجانبين في العمل على تحسين علاقاتهما، فيما أبدى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حرصاً على تأكيد الانفراج مع المغرب. وهذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها فيدرين للجزائر، إذ سبق له أن زارها في 1997 للمشاركة في منتدى وزراء خارجية بلدان المتوسط. وأجرى محادثات، على هامش المنتدى، مع نظيره الجزائري السيد أحمد عكاف كما التقى الرئيس السابق اليمين زروال. وساد العلاقات الجزائرية - الفرنسية فتور بعيد انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي رد بشدة على موقف باريس من عملية الاقتراع الرئاسي في 15 نيسان ابريل الماضي. وكان وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفنمان زار الجزائر الشهر الماضي والتقى بوتفليقة مدة خمس ساعات، اذيع على إثرها أن باريس تعتزم تسهيل إعطاء تأشيرات الدخول للجزائريين ودرس معاودة فتح بعض القنصليات الفرنسية في الجزائر التي اغلقت بعد أعمال عنف استهدفت الفرنسيين. وتزور بعثة تقنية من "الخطوط الجوية الفرنسية" الجزائر حالياً لدرس الظروف الأمنية المطلوبة لمعاودة رحلاتها إلى هذا البلد. يذكر ان العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس المصري حسني مبارك أثارا موضوع الوضع في الجزائر، بعد تسلم بوتفليقة الرئاسة، مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وبذلت مصر مساعي لدى باريسوالجزائر من أجل التقارب وتحسين العلاقات بينهما. وأبدى شيراك، في رسالة إلى بوتفليقة الأسبوع الماضي، ارتياحه لتجديد الحوار الفرنسي - الجزائري، وأكد أن فرنسا تنوي اعتماد نظرة مستقبلية إلى الجزائر، وأنه حان الوقت لبدء حوار بناء ومسؤول بين الجانبين على كل مستويات صنع القرار. ومن المتوقع ان تؤدي كل هذه الاشارات إلى تحسين العلاقات بين البلدين، بعدما شهدت بعض الجمود، وأحياناً توتراً كلامياً. إلا أن مصادر مطلعة في باريس استبعدت في الوقت الحاضر أي لقاء بين الرئيسين الجزائري والفرنسي، لكنها لم تستبعد حصوله لاحقاً، إذا اعدت له الظروف بشكل جيد. وقالت إنه "من السابق لأوانه أن يحدث مثل هذا اللقاء"، وزيارة فيدرين قد تكون فتح طريق جديد لعلاقات ثنائية جيدة. وفي الرباط، قال مسؤول يمني يرافق الرئيس علي عبدالله صالح في جولته المغاربية ان الرئيس الجزائري حمّل نظيره اليمني "رسالة خاصة" الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، وانه أبدى مزيداً من الحرص على تكريس الانفراج في العلاقات مع المغرب. قال المسؤول اليمني ان بلاده متفائلة "باحلال الوئام والتفاهم بين المغرب والجزائر ...، ونحن متفائلون للنتائج الايجابية التي ستسفر عنها القمة المرتقبة بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري في وقت قريب"، ورفض كشف موعد هذه القمة، لكنه اعتبر ان انعقادها "سيدعم الوئام والاستقرار في منطقة الشمال الافريقي، ويمهد لمصالحات عربية اشمل". وقال "حان الوقت من اجل توصل المغرب والجزائر الى اتفاقات على المشاكل العالقة بينهما". وذكر المسؤول انه "لمس اصراراً متبادلاً من قيادتي البلدين لدعم هذا التوجه". ومن المقرر ان يزور مسؤول جزائري المغرب للبحث في اعداد القمة. ونقل شهود عيان ان منطقة الحدود بين المغرب والجزائر تعرف حركة غير عادية، لكن المصادر توقعت انعقاد القمة في الشهر المقبل، كون البلدين، يحتفلان معاً، بذكرى ثورة 20 آب اغسطس التي عجلت برحيل الاستعمار الفرنسي عن المنطقة، وقد يضفيان على ذكرى هذا العام ابعاداً جديدة لتكريس الانفراج.