تلقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رسالة من الرئيس جاك شيراك، فيما يواصل وزير الخارجية الفرنسي جان بيار شوفنمان محادثات مع المسؤولين الجزائريين. وكان شوفنمان الذي وصل أول من أمس الى العاصمة الجزائرية أجرى محادثات مع نظيره الجزائري السيد عبدالمالك سلال ورئيس الحكومة السيد اسماعيل حمداني. وأذيع ان هذه المحادثات تناولت التعاون بين الجانبين، خصوصاً في القضايا الأمنية، وتشجيع الاستثمارات. كذلك استقبل الرئيس الجزائري الوزير الفرنسي في حضور سلال والأمين العام للرئاسة السيد علي بنفليس والسفير الفرنسي لدى الجزائر الفريد سيفر غياردين. ولم تصدر معلومات عن فحوى المحادثات. التأشيرات وصرح سلال، بعد لقائه شوفنمان، بأن الأخير وعد ب"تحسين" منح تأشيرات للجزائريين واعادة فتح القنصلية الفرنسية في كل من وهران في الغرب وعنابة في الشرق. وقال: "من الممكن أن تعود الأمور الى نصابها في ما يتعلق بانتقال الاشخاص بين البلدين قبل نهاية السنة أو مطلع السنة المقبلة". ومعلوم ان فرنسا اعلنت، بعد انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رفع العدد السنوي للتأشيرات الى 200 ألف تأشيرة في 1999 في مقابل 80 ألفاً في 1998. وأوضح سلال أيضاً أنه بحث مع نظيره الفرنسي في احتمال عودة شركة "الخطوط الجوية الفرنسية" اير فرانس الى الجزائر، بعدما أوقفت رحلاتها الى الجزائر منذ نهاية 1994 إثر قيام "الجماعة الاسلامية المسلحة" بخطف طائرة للشركة في مطار الجزائر. وكان شوفنمان صرح، بعيد وصوله الى الجزائر، بأن العلاقات الفرنسية - الجزائرية "لا مثيل لها"، وأنها "لا يمكن الاستغناء عنها لا في فرنسا ولا في الجزائر"، مشيراً الى أن مسؤولي البلدين "يسهرون بتأنٍ وروح المسؤولية على تطويرها".ويزور شوفنمان الجزائر لحضور اجتماع وزراء الداخلية لبلدان الحوض الغربي المتوسط. وهي الى الجزائروفرنسا، المغرب وتونس واسبانيا والبرتغال وايطاليا وليبيا التي تشارك للمرة الأولى في هذا النوع من الاجتماعات منذ تعليق العقوبات الدولية عنها. يذكر أن زيارة شوفنمان للجزائر هي الأولى التي يقوم بها مسؤول فرنسي رفيع بعد انتخاب بوتفليقة، في اقتراع اعربت باريس عن "قلقها" للظروف التي أحاطت به. ورد بوتفليقة بأنه "صدم بشكل عميق" للرد الفرنسي. كما وصفت الخارجية الجزائرية التعليق الفرنسي بأنه "تدخل في الشؤون الداخلية" للجزائر. لكن الجانبين تمكنا، على ما يبدو من تبديد هذا التوتر، ويسعى كل منهما الى تحسين العلاقات. وفي هذا الاطار بعث شيراك الى بوتفليقة رسالة تتعلق بأزمة كوسوفو، فسرت في الجزائر على أنها التفاتة مهمة من باريس. وشدد شيراك في الرسالة على أن "احترام القانون الدولي يجب أن يكون احتراماً صارماً، وهو أساس وجود العالم المتعدد الأقطاب". وقال شيراك "ان الاتحاد الأوروبي سيتسنى له تدريجاً الاضطلاع بمسؤولياته السياسية والعسكرية مثلما سيفعل على الصعيد الاقتصادي العالمي بعملته الموحدة اليورو".