بدأ الملك الحسن الثاني بعد ظهر امس زيارة رسمية لفرنسا، يجتمع خلالها مع الرئيس جاك شيراك، ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان القمة المغربية - الفرنسية ستتناول عرض الاوضاع في منطقة الشمال الافريقي وتطورات قضية الصحراء، وانعكاس خطوات الانفراج على العلاقات المغربية - الجزائرية، اضافة الى الاوضاع في القارة الافريقية ومستقبل السلام في الشرق الاوسط. ويعول المغرب على دعم فرنسي اكثر تأثيرا في سعيه الى اجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية السنة المقبلة. وستكون الاقتراحات الرامية الى قيام حوار افريقي - اوروبي ضمن القضايا التي سيدرسها الجانبان، في اطار الدور الذي تضطلع به باريس ضمن مجموعة بلدان الاتحاد الاوروبي، خصوصاً ان عواصم اوروبية ابدت تحفظات عن ذلك الحوار، في حال استمرار الخلافات داخل منظمة الوحدة الافريقية على ملف الصحراء الغربية. وقالت المصادر ان باريس ترى ان الحوار الاوروبي - الافريقي، يجب ان يتجاوز الموضوعات التي تثير الخلافات، وانها تفضل حوارا بين المنظمات الاقليمية يركز على مجالات التعاون ودعم الامن والاستقرار وحل النزاعات الافريقية في اطار افريقي. الى ذلك رأت المصادر ان باريس تشجع خطوات الوفاق بين المغرب والجزائر، من منطلق الحرص على نفوذها الاقليمي الذي تعرض لبعض الاهتزاز نتيجة الخلافات الفرنسية - الجزائرية. ولم تستبعد ان ترصد القمة الفرنسية - المغربية ابعاد التحولات الجارية، خصوصا لجهة اتخاذ مبادرات من الطرفين الفرنسي والجزائري لمعاودة ترتيب علاقات البلدين. وقالت المصادر ان الاهتمام الاميركي المتزايد بمنطقة الشمال الافريقي، على صعيد اقرار خطة شراكة اقتصادية مع كل من المغرب وتونس والجزائر يدفع باريس نحو المزيد من الانفتاح على منطقة نفوذها التقليدي، والارجح ان يشكل الوفاق المغربي - الجزائري مدخلا جديدا للابقاء على جسور التعاون الفرنسي - المغاربي، خصوصاً في ضوء اعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عزمه الاجتماع مع العاهل المغربي في منطقة الحدود المشتركة قريباً. وتعول باريس على التطورات الايجابية في منطقة المغرب العربي، خصوصا بعد حلحلة ازمة لوكربي واتجاه الجزائر نحو الاستقرار لمعاودة تعزيز حضورها الاقليمي. ووصفت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية زيارة الملك الحسن الثاني انها ترتدي طابعا خاصا في مناسبة استحضار الفرنسيين مساهمة الحلفاء في انتصار 1945. وقالت آن غازو سوكريه ان العاهل المغربي سيكون ضيف شرف في العرض العسكري الفرنسي في جادة الشانزيليزيه، لمناسبة العيد الوطني في 14 تموز يوليو الجاري. وأشار الباحث المغربي الدكتور عبدالهادي التازي الى ان المغرب حضر للمرة الاولى عرضا عسكريا في باريس في تموز 1885، وقدم الملك الحسن الاول وقتذاك هدية الى الرئيس الفرنسي حينذاك جيل كريفي شملت خيولاً اصيلة وسروجاً، وشكل الحادث مناسبة لالتحاق اول فوج من الضباط المغاربة بمدرسة عسكرية فرنسية. وقالت مصادر فرنسية يبدو ان العلاقات المغربية - الفرنسية التي لا تخلو احيانا من تقلبات دخلت مرحلة طويلة من الاستقرار، واشارت الى انها المرة الثانية التي يزور فيها الملك الحسن الثاني فرنسا خلال ثلاث سنوات. وكان رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان زار المغرب قبل عامين خلال الاعداد لانتقال ائتلاف احزاب المعارضة المغربية الى الحكومة برئاسة السيد عبدالرحمن اليوسفي الذي زار باريس بعد توليه مهام رئاسة الحكومة. وتأمل اوساط مغربية بالحصول على المزيد من الدعم الفرنسي لحل الاشكاليات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا على صعيد تحويل الديون المستحقة الى استثمارات.