اعتبر مصدر جزائري رسمي أن الحكومة الفرنسية أعطت، عبر زيارة وزير الداخلية جان بيار شوفنمان للجزائر، "إشارة واضحة وجيّدة في إتجاه تحسّن العلاقات بين البلدين". وقال المصدر ل "الحياة" ان زيارة شوفنمان كانت "ناجحة"، مشيراً الى "أنه شخصية فرنسية تحظى بشعبية في الجزائر أولاً لمواقفه في حرب الخليج التي عارضها، وثانياً كونه يُعرف بشدّة رفضه للإرهاب والتطرّف الإسلامي". وتابع ان شوفنمان وعد السلطات الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالعمل على إعادة رحلات "الخطوط الجوية الفرنسية" الى الجزائر، كما وعد بالعمل على اعادة فتح القنصليتين الفرنسيتين في وهران وعنّابة. وكانت الرحلات الفرنسية للجزائر توقفت إثر حادثة خطف طائرة ركاب فرنسية في مطار هواري بومدين في الجزائر في كانون الأول ديسمبر 1994. وذكر المصدر أن العلاقات بين الرئيسين جاك شيراك وبوتفليقة شهدت مرحلة صعبة في السبعينات عندما كان الأخير وزيراً للخارجية وشيراك وزيراً للزراعة. وتوترت العلاقات وقتها بين البلدين إثر فرض فرنسا حظراً على المنتجات الزراعية الجزائرية ومنها النبيذ، وذلك رداً على تأميم الشركات النفطية الفرنسية التي كانت تعمل في الجزائر. إلا أن المصدر اعترف بأن الحكومة الفرنسية "أعطت الآن إشارة الى تحسين العلاقات"، وأن شوفنمان نقل رسالة شفوية بهذا المعنى من شيراك الى بوتفليقة. الى ذلك، أقام وزير الداخلية الجزائري عبد المالك سلال حفلة موسيقية تكريماً لشوفنمان ومستشاره المستشرق فرانسوا غوييت. واختار فرقة موسيقية اندلسية سندوسية كونه يعرف ان الوزير الفرنسي ومستشاره خبيران بهذه الموسيقى. وحضر حفلة العشاء وزير الإعلام الجزائري عبدالعزيز رحّابي. واعتُبرت هذه الحفلة "لفتة خاصة" أراد الوزير الجزائري أن يحيط بها ضيفه الفرنسي. وأُفيد أن الرئيس الجزائري أرسل سجادة هدية الى شوفنمان قبيل مغادرته الجزائر. ويصل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة السبت الى سويسرا للمشاركة يوم الأحد في ندوة كران مونتانا السنوية. ويشارك في الندوة التي يُتوقع ان يتحدث فيها بوتفليقة، وزير النفط الجزائري يوسف يوسفي والوزير الجزائري السابق عضو البرلمان أحمد بنبيطور وعدد من الاقتصاديين الجزائريين. وأكدّ مصدر جزائري مسؤول ل "الحياة" احتمال حصول لقاء بين بوتفليقة والرئيس السابق أحمد بن بلة. وقال ان "لقاء الرئيسين طبيعي"، مشيراً الى ان الرئيس بوتفليقة دعا بن بلة الى حضور القمة الافريقية المقبلة في الجزائر في تموز يوليو المقبل.