واصلت سكوتلنديارد تحقيقاتها أمس لكشف ملابسات جريمة القتل الغامضة التي ذهبت ضحيتها الشابة المغربية، فاطمة قاما 28 عاماً، بعد أن عُثر على جثتها السبت الماضي في حقيبة في مرأب مطار هيثرو. وعلمت "الحياة" ان الشخص المعتقل في مركز الشرطة في بادنغتون منذ مساء الاثنين الماضي كويتي الجنسية، من مواليد 1974، وهو صاحب عقد ايجار الشقة القائمة في مجمّع سكني في شارع كاندل في الحي الغربي الثاني في وسط لندن الذي وقعت فيه الجريمة، وليس في داخل المطار حسبما اعلنت عائلة الضحية. وذكرت مصادر التحقيق ل"الحياة" ان سكوتلنديارد تنوي طلب مساعدة السلطات اللبنانية للقبض على مشبوه ثانٍ يعتقد أن له علاقة بالجريمة البشعة التي ارتكبت في لندن. وقالت المصادر ان المشبوه الثاني "لبناني الجنسية توجه الى بيروت يوم الأحد الماضي في اليوم التالي لوقوع الجريمة". وأضافت ان "مفتشي سكوتلنديارد ينوون التوجه الى العاصمة اللبنانية في حال تأكد بقاء المشبوه فيها وعدم مغادرته بيروت الى جهة أخرى". وذكرت ان "الشخص الكويتي المعتقل قيد التحقيق عاطل عن العمل ويحب الترفيه عن نفسه ويبحث عن الملّذات". وقالت المصادر انه "كان يعرف الضحية منذ شهور عدة" وأشارت الى أنها لا تملك أي تفسير يوضح طبيعة العلاقة التي جمعته مع المغدورة فاطمة قاما وحقيقة منشئها، نظراً الى أنها أمضت الشهور ال11 الأخيرة بين لبنان 8 شهور ولندن قرابة شهرين ومونتريال 20 يوماً. محققو سكوتلنديارد والخبراء الجنائيون توجهوا صباح أمس الى الشقة التي كانت تقيم فيها الضحية في الأيام الأخيرة لمقتلها والتي اتصلت منها، على ما يبدو، بعائلتها في مونتريال لابلاغها بأنها تنوي العودة الى كندا. وقام الخبراء بمعاينة الشقة ورفع البصمات وبقية الأدلة الجنائية. وعلمت "الحياة" انه لم يعثر في أثناء التفتيش على مخدرات أو مواد أخرى ممنوعة. وأخضع الشاب الكويتي لمزيد من الأسئلة بعد ظهر أمس لمعرفة طبيعة علاقته بالضحية التي قال انها كانت صديقة له. وذكرت المصادر ان المحققين الذين سيقارنون إفادته بالوقائع ينوون، في حال قرروا التوسع بالتحقيق معه أكثر، الطلب الى المحكمة في لندن اليوم للسماح باحتجازه 60 ساعة اضافية على ذمة التحقيق. ويبدو أن الجريمة حصلت الساعة الثانية من بعد ظهر السبت، وهي المرة الأخيرة التي شوهدت فيها الضحية. وجرت عملية القتل بسكين قالت المصادر انه "لم يعثر عليها بعد". ثم وضعت جثة الضحية في حقيبة ونقلت الى المحطة الثالثة في مطار هيثرو حيث كانت ستستقل طائرة "الخطوط الكندية" للعودة الى مونتريال مساء ذلك اليوم. وذكرت المصادر ان التحقيق لم يتوصل بعد الى تحديد هوية الشخص الذي نقل الجثة ووضعها في مرأب السيارات. وقالت ان الضحية "ربما كانت لديها علاقات عاطفية عدة" مع أشخاص عدة. المحققون يحاولون العثور على أشخاص ربما ارتبطت معهم الضحية بعلاقة قبل مقتلها. وأكدت المصادر ان الموقوف الكويتي لم يعترف بشيء حتى مساء أمس وان التحقيق يركز على معرفة دوره في الجريمة اذا ثبت ان له علاقة بها. واتصلت "الحياة" بكبير المفتشين المسؤولين عن التحقيق في الجريمة ريتشارد تابور فرفض اعطاء أي معلومات عن مسار التحقيق أو التأكيد عليها واكتفى بالقول: "لدينا 20 محققاً يعملون في هذه القضية. وليس بوسعنا الآن الادلاء بأي تفاصيل واستباق نتائج التحقيق". ورداً على سؤال حول موعد السماح لذوي المغدورة باخراج جثمانها اجاب: "الأمر يخص الطبيب الشرعي المسؤول عن المنطقة التي عثر فيها على فاطمة، وهو الذي يحق له فقط ان يجيز اخراجها من المشرحة بعدما يتأكد ان ليس هناك دواع تستدعي القيام بمزيد من التحقيقات". وقالت والدة الضحية السيدة حسنة ل"الحياة" في اتصال هاتفي معها في مونتريال "ان المغدورة اتصلت بها الاسبوع الماضي في اليوم نفسه الذي قتلت فيه. وأضافت: "قالت سأصل غداً الأحد انتظريني عند الساعة السابعة في المطار غداً صباحاً. لا تنسي. قلت لها حسناً سأنتظرك لا تخافي. ذهبت الى المطار وانتظرت حتى العاشرة موعد قدوم آخر طائرة من لندن. أمضيت ليلة مؤلمة. اتصلت بكل مكان. وفي الصباح بلغنا الخبر المفجع: قتلوا ابنتي البكر". وذكرت السيدة حسنة، وهي من مواليد سالي في المغرب، ان زوجها والد الضحية أجَّل قدومه الى لندن. وأنه فضّل التوجه مساء أمس الى مونتريال ترافقه ابنته جيسلان 15 عاماً التي كانت معه في المغرب. وقالت: "بعد وصوله الى كندا سنقرر ما هي الخطوة التالية". وشرحت ان كل أفراد الأسرة يعانون من الحادثة ويتناولون المهدئات بكثرة. وقالت ان شقيقة الضحية ماجدة وعمرها 17 عاماً لم تصل بعد من فنزويلا، ولم تُبلغ خبر المأساة. وأضافت: "أتناول المهدئات ولكن هذا لا يهدئ شيئاً من روعي، قتلوها ولا أعلم لِمَ فعلوا ذلك. كانت فتاة لطيفة لا تعرف للشر معنى". وتابعت تقول وهي تبكي: "لو ماتت في حادث سيارة لكان الأمر أهون. لكنها مقتولة بهذه الطريقة البربرية"!! وسألت وهي تحاول تمالك أعصابها: "كم سيبقى جثمانها محتجزاً. هل يمكن أن تسألوا الشرطة البريطانية. نحن لا نعرف شيئاً هنا!".